الرئيسية / توريزم نيوز / د.رحاب موسي تكتب لتوريزم نيوز .. المصرى القديم اشهر “إدارجى” فى التاريخ
المصرى القديم
المصرى القديم

د.رحاب موسي تكتب لتوريزم نيوز .. المصرى القديم اشهر “إدارجى” فى التاريخ

شهدت الأونة الأخيرة انتشار واسع لكلمة (ادارة )الكلمة دى هتلاقيها على لسان كل واحد وفى كل مكان وكل مجال مش بس كدة ده كمان لها تعاريف كتيرة و محاور . كلام كتير أوى هتحس كدة إن كلام صعب ومش مفهوم.

هخدكم معايا فى رحلة عبر الزمن هو صحيح هترجعوا معايا 7000 سنة بس صدقوني الموضوع يستاهل .

كل واحد يقابلك يقولك ” فلان واد ادارجى ملوش حل”  ولو دخلت. أى قاعه فى أى جامعة هتلاقى تعاريف الإداره وانواعها ووظائفها . حتى لو دخلت تاخد دورة تدريبية عشان تنمى قدراتك أول سؤال هتتسأله هو “تعرف ايه عن الاداره يا عمنا” ؟

والكل هيبدأ يفتى ويدخل فى سلسلة من الكلام المعقد اللى حضرتك مشكوراً هتلاقى نفسك قمه فى التوهان لا مش كدة وبس دول هيوهموك أن مفهوم الإدارة مفهوم حديث بدأت الناس تدرج أهميته فى العالم الحديث. الكلام ده من الآخر لازم يتغير لأن المصرى القديم كان أشهر إدارى أو ذى اللفظ المنتشر باللغة العامية المصرية( ادارجى) فى التاريخ .

عشان بقى مطولش عليك لازم عشان نفك الاشتباك ده نفهم يعنى ايه إداره وأنا هختار اسهل تعريف للإدارة ( فن وعلم الوصول إلى أهداف الموسسة عن طريق إدارة الآخرين بأقل وقت وأعلى إنتاجية وأقل موارد) لما نبص على المصرى القديم فى بناء الاهرامات هنعرف اذاى نجح فى إدارة أعظم مشروع فى تاريخ البشرية وطبق فيه كل معايير الادارة الحديثة لا وكمان حقق الكفاءة والفاعلية . طيب اذاى ؟؟

بدأ باول محاور الإدارة وهى التخطيط فخطط أهم وأكبر مشروع فى التاريخ برسم هندسي يفوق الخيال لتحقيق عقيدته فى البعث والخلود عن طريق اختيار شكل هرمى يكون بوابة المرور إلى الأبدية لمسافة تصل إلى حوالى 147 متراً مش كدة وبس , ده نجح أنه يحتفظ بغرف دفن من الجرانيت الضخم اللى لما تقف أمامه تحس إن مستحيل يكون بشر بنوا هذا الصرح العظيم على قاعدة مربعة عشان كدة الهرم له أربع أوجه مش ثلاثى وكمان اللى متعرفوش أن الممرات الداخلية للهرم استعملت بتكنيك عالى جدا يجعل من الصعب اختراق الهرم اللى كان يعتبر بيت الابديه لحاكم مصر .

مش بس كده ده كان المكان اللى بيحفظ فيه كل حاجة هيستخدمها فى العالم الأخر من مأكل وملبس وعطور وأدويه كمان منساش حاجة حتى وسيلة انتقاله من مكان إلى مكان كانت المركب الجنائزية خدها معاه ودفنها بجوار مقبرته العظيمة .

أما عن المحور الثاني كان التنظيم ودى تألق فيها المصرى القديم اللى نظم العمل داخل جبانة الجيزة غرب النيل حيث غروب الشمس وبداية رحلته الأبدية فى العالم الآخر اللى هيمر خلالها على 12 بوابة من أصعب مايكون لازم يكون مستعد بكل التعاويز السحرية والتراتيل الدينية وما يعرف بنصوص الأهرمات اللى هتسهل مروره عشان الوصول إلى مبتغاه وكمان نظم العمل فى المحاجر اللى كان بيقطع منها الحجر الجيري والتى تقع بجوار الجبانه وكمان محاجر الجرانيت اللى فى أسوان ونقل الاحجار عبر النيل فى رحله طويلة من الجنوب إلى الشمال وصل عدد الاحجار المستخدمة لحوالى 3 ملايين و 300 ألف حجر .

أما عن المحور الثالث للإدارة هو التوظيف واللى كان من أهم الإشكاليات اللى واجهها المصرى القديم لأنه كان مزارع وميقدرش يسيب أرضه الزراعية ففكر اذاى يستغل توقيت فيضان النيل اللى كان من ثلاث إلى اربع اشهر فى السنه ويكلف منادى يجوب البلاد جنوب وشمال يدعو الناس للمشاركه فى هذا المشروع الوطنى باسم ابن الإله واحيانا الإله على الأرض وهو حاكم مصر اللى اعتقد المصرين فى 2630  ق.م العصر اللى سمى بعصر بناة الأهرمات أن واجب دينى ووطنى لا يمكن التكاسل عنه حيث وصل عددهم إلى مايقرب 300000 عامل وهم مايمثل اغلبيه الرجال القادرين فى هذا الوقت.

أما عن المحور الرابع وهو القيادة كان من أبرز المحاور اللى أضافت إلى شخصية المصرى القديم وإضافة إلى صفاته فهو الإدارجى أو القائد اللى كلمته مسموعه واوامره تتطاع مش بالضرب والقسوه ذى مابعض المراجع غير الموثقة بتقول واللى بتغفل قدرة المصرى الحقيقية على القيادة واللى ظهرت هنا على أكمل وجه من تقسيم العمال إلى مجموعات وكل مجموعه لها مسئول وكل مسئول له مدير مجموعة وكل مدير مجموعه عضو فى ورشة عمل تحت قيادة كبير المهندسين الكاهن والفنان والقائد و الوزير ( حم ايونو ) واللى منه إلى رأس الهرم الملك خو. اف. وى. فباللغة الهيروغليفيه لغة الأجداد ومعناه المحمى من قبل الإله .

وعلى فكرة هنا بيقصد الإله رع إله الشمس أما عن آخر المحاور وهى المتابعة والتقييم فالعمل فى المنطقة لا يتوقف من إشراف وأخذ ملاحظات هتلاقى جنبك اللى بيراقب أشعة الشمس وزوايا سطوعها على الأرض وهتلاقى اللى بيراقب عمل العمال طول النهار والأكل والشرب ومعدات العمل وموارد البناء وإذا ماكان العمل تم على أكمل وجه أو هناك تقصير والجميل أن المصرى منساش المكافاه فكل يوم على الضفاف الغربيه للنيل فى قريه العمال التى بناها للعمال عشان يعيشوا فيها فترة البناء حيث الموسيقى والغناء والأكلوالشراب ومتعه الحياة وأيضا العقاب إذا أخطاء المخطىء . وأخيرا وليس آخرا لازم كلنا نكون فخورين بأننا أحفاد اشطر ادارجى فى التاريخ المصرى القديم.

شاهد أيضاً

“الطيران” تتعاون مع “الأكاديمية الوطنية للتدريب” لتأهيل الكوادر البشرية

كتبت – دعاء سمير: استقبل الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني الدكتورة رشا راغب المدير …