تورزم ديلي نيوز تفتح ملف دمار المزارات السياحية والتاريخية في السودان

كتب – أحمد زكي : شهدت السودان في السنوات الأخيرة صراعًا مسلحًا عنيفًا بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. هذا الصراع المستمر لم يؤثر فقط على الوضع الإنساني والسياسي في البلاد، بل ألحق أضرارًا جسيمة بالمزارات السياحية والتاريخية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي السوداني.

تورزم ديلي نيوز يقدم نظرة شاملة على التحديات التي تواجه التراث الثقافي في السودان بسبب الصراع الدائر، ويؤكد على أهمية العمل الجاد لحماية هذا التراث والمحافظة عليه.

تاريخ الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني

بدأ الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بالتصاعد في أبريل 2023 بعد تفاقم التوترات السياسية والعسكرية في البلاد. قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، كانت في البداية جزءًا من الجيش السوداني لكنها تحولت إلى قوة شبه عسكرية مستقلة بفضل دعمها من الحكومة السابقة برئاسة عمر البشير. مع سقوط نظام البشير في أبريل 2019، أصبحت هذه القوات لاعبًا رئيسيًا في الساحة السياسية والعسكرية السودانية، مما أدى إلى صدامات متكررة مع الجيش السوداني الذي يسعى لإعادة بسط سيطرته الكاملة على البلاد.

تأثير الصراع على المزارات السياحية والتاريخية

1.الأهرامات والمواقع الأثرية في مروي
الأهرامات النوبية في مروي تعد من أهم المواقع الأثرية في السودان والعالم. ولكن الصراع المستمر ألحق أضرارًا بالغة بهذه الأهرامات، سواء بسبب القصف المباشر أو النهب والتخريب من قبل الجماعات المسلحة.

2.متحف السودان القومي

تعرض متحف السودان القومي في الخرطوم لأضرار كبيرة جراء القتال، حيث نُهبت العديد من القطع الأثرية وأُتلفت أجزاء من المبنى.

3.المواقع الدينية في سواكن

جزيرة سواكن التاريخية تحتوي على العديد من المساجد القديمة والمواقع الدينية التي تعرضت للتدمير نتيجة القصف والاشتباكات المسلحة.

4. المدينة القديمة في دنقلا

مدينة دنقلا القديمة، التي تحتوي على آثار تعود لعدة قرون، شهدت دمارًا واسعًا نتيجة للصراع المستمر في المنطقة.

التداعيات الاقتصادية والثقافية

تدمير المزارات السياحية والتاريخية في السودان له تداعيات خطيرة على الاقتصاد السوداني الذي يعتمد جزئيًا على السياحة. بالإضافة إلى ذلك، فقد السودان جزءًا كبيرًا من تراثه الثقافي الذي يمثل هويته وتاريخه. هذه الخسائر لا تعوض فقط بترميم المباني، بل تتطلب جهودًا طويلة لإعادة بناء التراث الثقافي والمحافظة عليه.

الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ألحق دمارًا واسعًا بالمزارات السياحية والتاريخية في السودان، مما يؤثر بشكل مباشر على الهوية الثقافية والاقتصاد الوطني. من الضروري أن تتكاتف الجهود الدولية والمحلية لإيقاف هذا الصراع وإعادة ترميم وحماية هذه المواقع التراثية القيمة.