كتب_أحمد زكي : في ظل التصاعد المستمر في التوترات بين إيران وإسرائيل، باتت المخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى. إن هذه الحرب المحتملة لن تؤثر فقط على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، بل ستلقي بظلالها الثقيلة على اقتصاديات الدول المعنية وعلى الاقتصاد الإقليمي بشكل عام.
التأثيرات المباشرة على الاقتصاد
1. ارتفاع أسعار النفط:
الشرق الأوسط هو مركز رئيسي لإنتاج النفط والغاز الطبيعي. أي صراع بين إيران وإسرائيل قد يزعزع استقرار حركة الشحن في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لنقل النفط. هذا قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط العالمية، مما يؤثر على تكاليف الطاقة ويضغط على اقتصادات الدول المستوردة للنفط.
2.تأثيرات على الأسواق المالية:
في حال نشوب حرب جديدة، من المتوقع أن تتعرض الأسواق المالية في المنطقة لتقلبات كبيرة. قد يشهد المستثمرون نزوحاً جماعياً من الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، ما يسبب هبوطاً في الأسواق المالية وارتفاعاً في تكاليف التمويل.
3.الأضرار بالبنية التحتية:
الهجمات العسكرية قد تلحق أضراراً بالبنية التحتية الحيوية في المنطقة، بما في ذلك المرافق الصناعية والموانئ. هذا قد يعيق الأنشطة الاقتصادية ويزيد من تكاليف إعادة الإعمار، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي في الدول المتأثرة.
4. تأثيرات على التجارة والاستثمار:
قد تؤدي الحرب إلى تعطيل سلاسل الإمداد وتقييد حركة التجارة عبر الحدود. الشركات التي تعتمد على التجارة مع الدول المتضررة قد تواجه صعوبات في الحصول على الموارد والمواد الأساسية، ما قد يؤثر على الإنتاج والوظائف.
التأثيرات غير المباشرة
1.زيادة في تكلفة التأمين:
شركات التأمين قد ترفع من تكاليف التأمين على الشحنات والنقل في المنطقة بسبب المخاطر المرتبطة بالنزاع. هذا قد يزيد من تكاليف التجارة الدولية ويؤثر على الشركات التي تعتمد على هذه الخدمات.
2. النزوح والتشرد:
الصراع قد يؤدي إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، مما يضع ضغوطاً إضافية على الموارد الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول ويزيد من الأعباء المالية.
إن الحرب بين إيران وإسرائيل ستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة على الشرق الأوسط. يتطلب تجنب هذه التأثيرات المكلفة جهوداً دولية مكثفة من أجل حل النزاعات بطرق سلمية وتعزيز الاستقرار في المنطقة. التعاون الدولي والاستراتيجيات الوقائية قد تساعد في تقليل الأضرار المحتملة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في ظل هذه التهديدات.
إقرأ أيضاً :