وكالات : أعلنت شركة أس-أويل، التي تملك شركة أرامكو النفطية السعودية حصة مسيطرة فيها، أمس الأحد أنها شرعت في بيع أولى شحنات من وقود الطيران المستدام للخطوط الجوية الكورية الجنوبية.
وقالت ثالث أكبر شركة تكرير في كوريا من حيث المبيعات في بيان أوردته وكالة الأنباء الكورية الرسمية، إن “أس-أويل بدأت في توريد وقود الطيران المستدام بالخطوط الكورية على مسارها المنتظم إلى اليابان”.
وأضافت إن “هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها شركة تكرير محلية بتوريد الوقود المستدام المنتج في البلاد إلى شركة طيران وطنية على خط منتظم ينطلق من مطار محلي”.
وبحسب الوكالة سيكون توريد الوقود المستدام للخطوط الكورية لرحلاتها المنتظمة بين مطاري إنتشون الدولي الكوري وهانيدا الياباني مرة واحدة في الأسبوع، والتي ستقلل من انبعاثات الكربون بنسبة واحد في المئة.
وقال أنور الحجازي، الرئيس التنفيذي لشركة إس أويل “من أجل توفير إمدادات مستقرة من وقود الطيران المستدام، تدرس الشركة إنشاء منشأة مخصصة لإنتاج وقود الطيران المستدام في مدينة أولسان، على بعد 305 كيلومترات جنوب شرق سيول”.
وتمتلك الشركة بالفعل منشأة وحيدة لتكرير النفط في أولسان الساحلية، وقد حصلت في أبريل الماضي، على شهادات دولية من هيئة الاعتماد العالمية (كونترول يونيون) لإنتاج وقود الطيران المستدام كأول شركة تكرير محلية تقوم بإنتاج هذا النوع من الوقود.
حصة في أس أويل
ويعكس هذا الأمر أن أرامكو التي تقف وراء تنافسية الشركة باعتبارها تملك حصة في أس أويل تبلغ 63.4 في المئة، حريصة على ترجمة إستراتيجيتها للحياد الكربوني سواء الشركات التابعة لها في السعودية أو تلك الأصول العاملة في العديد من الأسواق.
ويمثل وقود الطيران المستدام الذي يمكن تصنيعه إما من خلال العمليات الاصطناعية أو من مواد بيولوجية مثل زيت الطهي المستخدم أو رقائق الخشب، حاليا 0.2 في المئة سوق وقود الطائرات ويكلف ما يصل إلى خمسة أضعاف تكلفة وقود الطائرات التقليدي.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع الطيران ينتج اثنين في المئة من الانبعاثات العالمية، لكنه يعتبر من أصعب القطاعات لإزالة الكربون.
ولطالما سعى الفاعلون في القطاع ليكون النقل الجوي أكثر كفاءة، فالطائرة التي تستهلك كميات أقل من الوقود تكون مُربحة بصورة أكبر، لكن الضغط البيئي المتزايد جعل هذا النوع من الطائرات بمثابة تحدٍّ لضمان استمرارها.
ويُستعان بالوقود المستدام للطيران في الطائرات الموجودة راهنا والمُرخصة لقبول مزيج بنسبة 50 في المئة من الكيروسين الأحفوري ومئة في المئة بحلول 2030 على ما يعد المصنّعون.
ويمكن لهذا المزيج أن يقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 في المئة مقارنة بالكيروسين خلال دورة العمل الكاملة.
وتؤكد صناعة الطيران إن استخدام الوقود النظيف يحتاج إلى الارتفاع إلى 65 في المئة بحلول 2050 كجزء من خطة للوصول إلى “صافي الانبعاثات”، رغم أن ذلك سيتطلب ما يقدر بنحو 1.45 تريليون دولار إلى 3.2 تريليون دولار من الإنفاق الرأسمالي.
احتجاز الكربون والتصدير
وتستثمر العديد من شركات الطاقة في مثل هذه الأنواع من الوقود، رغم أنَها بدأت حديثاً في إنشاء مرافق التصنيع واحتجاز الكربون والتصدير، غير أن تكاليف الإنتاج ما تزال أعلى بكثير من تكاليف الوقود الأحفوري.
وتقود الإمارات والسعودية التوجه بين حكومات الخليج العربي لإنتاج وبيع وقود الطيران الصديق للبيئة والهيدروجين والأمونيا، حيث يسعى أعضاء منظمة أوبك إلى الاستفادة من علاقات الزبائن وسلاسل التوريد للوقود السائل.
وفي أواخر 2022، شحنت أرامكو باكورة إنتاجها من الأمونيا الزرقاء بالشراكة مع سابك للمغذيات الزراعية والبالغ حجمها 25 ألف طن، إلى شركة لوت فاين كيميكال الكورية.
وتعد الأمونيا الزرقاء بديلا منخفض الكربون للأمونيا الرمادية التقليدية، وهي تتكوّن من الهيدروجين، الغاز الذي يُنظر إليه على أنَّه رئيسي لإحداث تحوّل في مجال الطاقة عالمياً نظراً لانبعاث بخار الماء منه عند الاحتراق فقط.
ويطلق عليه اسم الوقود الأزرق لأنَّه يتم احتجاز انبعاثات الكربون من عملية التحويل. ويؤدي تحويل الهيدروجين لأمونيا إلى إمكانية شحنه بسهولة أكبر.