كتب – أحمد زكي : في أقصى شمال شرقي إثيوبيا وجنوب أريتريا، تقع منطقة داناكيل، التي توصف بأنها “بوابة الجحيم” وأكثر الأماكن قسوة وسخونة على وجه الأرض. على الرغم من جمالها الطبيعي الآسر، فإن هذه الصحراء القاحلة تخفي تحت سطحها مزيجًا من الظروف البيئية القاسية التي تجعلها واحدة من أصعب المناطق للسكن والعيش. تنبعث منها غازات سامة وتدفقات بركانية تشكل تهديدًا حقيقيًا لكل من يجرؤ على الاقتراب منها.
تشتهر صحراء داناكيل، التي تمتد على مساحات شاسعة في شمال شرق إثيوبيا وجنوب إريتريا، بأنها إحدى أكثر البيئات الطبيعية تطرفًا على وجه الأرض. درجات الحرارة في هذه المنطقة قد تصل إلى 50 درجة مئوية في الظل، مما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن سخونة على الكوكب. لكن الحرارة ليست التحدي الوحيد الذي يواجه من يجرؤ على استكشاف هذه الصحراء؛ فالمنطقة مليئة بالبحيرات الحمضية والبرك المالحة، بالإضافة إلى برك الكبريت والحمم البركانية التي تنبعث منها غازات سامة.
تتميز داناكيل بمشهد طبيعي مدهش، تتنوع تضاريسها بين السهول الملحية، والفوهات البركانية النشطة، والينابيع الساخنة. هذا التنوع الجيولوجي جعل منها وجهة مفضلة للعلماء والباحثين الذين يدرسون تطور الحياة في ظروف قاسية، ولكن أيضًا يسبب تحديات كبيرة نظرًا لصعوبة الوصول إليها والعمل في ظل ظروفها البيئية القاسية.
المنطقة تعاني من ندرة في المياه والنباتات، ما يجعل العيش فيها شبه مستحيل. السكان القليلون الذين يعيشون على أطرافها، وهم من قومية عفار، يعتبرون من بين المجتمعات الأكثر تكيفًا مع الظروف القاسية على الأرض. يعتمدون بشكل رئيسي على استخراج الملح الذي يعد أحد الموارد الاقتصادية القليلة المتاحة لهم.
على الرغم من قسوة المنطقة، فإنها تجذب المغامرين الذين يرغبون في اكتشاف “بوابة الجحيم” بأنفسهم. المناظر الطبيعية الفريدة والغامضة تشكل تجربة لا تنسى، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة يجب على الزائرين أن يكونوا على استعداد لمواجهتها.
صحراء داناكيل تظل رمزًا للقوة الهائلة للطبيعة وجمالها المميت، وهي تذكرة حية بأن كوكبنا يضم أماكن تحمل في طياتها أسرارًا خطيرة، ولكنها مذهلة في آن واحد.