كتبت- سها ممدوح: التحق 1241 مطعماً ومقهىً جديداً، لقطاع الضيافة وتقديم المأكولات والمشروبات في دولة الإمارات، خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري 2024.
بحسب بيانات حديثة لـ«السجل الاقتصادي الوطني» التابع لوزارة الاقتصاد، بلغ عدد المطاعم الجديدة في الدولة خلال هذه الفترة، نحو 556 مطعماً، فيما المقاهي التي تقدم المشروبات الباردة والساخنة 685 مقهى.
حسب الأنشطة العشرة الأكثر ترخيصاً في الإمارات، حافظ قطاعا المطاعم والمقاهي التي تقدم المشروبات الباردة، ضمن قائمة الأنشطة الأكثر ترخيصاً في الإمارات، خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يؤكد مدى أهمية هذه الأنشطة والقطاعات الخدمية، التي ترفد قطاع السياحة والضيافة وتقديم المأكولات، بمليارات الدراهم من الإيرادات، كذلك بآلاف فرص العمل والوظائف في أروقة الاقتصاد الوطني.
ويعتبر قطاع الضيافة وتقديم المأكولات في الإمارات، واحداً من أبرز القطاعات الاقتصادية وأكثرها نمواً في الدولة.
وتلعب الضيافة دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الإماراتي، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقطاع السياحة، الذي يُعدّ أحد الأعمدة الرئيسية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط.
ويتوفر هذا القطاع على العديد من المميزات والخصائص الفريدة، التي جعل منه، أحد أهم الروافد الاقتصادية للإمارات خلال السنوات القليلة الماضية.
أولاً: الاستثمار في الفنادق والمنتجعات، حيث تضم الإمارات مجموعة من أفخم الفنادق والمنتجعات العالمية، خصوصاً في دبي وأبوظبي، والتي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. الاستثمار في قطاع الفنادق يتزايد، مدعوماً بالنمو المستمر في أعداد السياح.
ثانياً: المطاعم والمقاهي، ويشمل قطاع تقديم المأكولات مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي، التي تقدم أشهى المأكولات من مختلف المطابخ العالمية. دبي على وجه الخصوص معروفة بأنها واحدة من الوجهات العالمية للطعام الفاخر.
ثالثاً: الفعاليات والمهرجانات، وتُقام في الإمارات العديد من الفعاليات والمهرجانات المرتبطة بالطعام والضيافة، مثل «مهرجان دبي للمأكولات» و«مهرجان أبوظبي للطعام»، ما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات وجهة عالمية للذواقة.
رابعاً: البنية التحتية المتقدمة، حيث تتميز الإمارات ببنية تحتية متطورة تدعم قطاع الضيافة، بدءاً من المطارات العالمية وحتى المواصلات العامة الفعّالة، والتي تسهل حركة السياح وتوفر لهم تجربة مريحة.
خامساً: التنوع الثقافي: تمتلك الإمارات مجتمعاً متعدد الثقافات، مما ينعكس على تنوع الأطعمة والمأكولات المتاحة، حيث يمكنك العثور على مطاعم تقدم أطعمة من مختلف البلدان والثقافات.
سادساً: السياحة الفاخرة، حيث تستقطب الدولة سيّاحاً يبحثون عن الفخامة والخدمات عالية المستوى، ما يشجع على نمو الفنادق والمطاعم التي تقدم خدمات فاخرة وتجارب متميزة.
وعلى الرغم من النمو الكبير الذي حققه هذا القطاع في مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي للإمارات، يواجه قطاع الضيافة بعض التحديات مثل:
1- المنافسة الشديدة، حيث مع تزايد عدد الفنادق والمطاعم، تزداد المنافسة، ما يفرض على الشركات تقديم خدمات متميزة وأسعار تنافسية.
2- التغيرات الاقتصادية العالمية، حيث يمكن أن تؤثر التغيرات في الاقتصاد العالمي على أعداد السياح، وبالتالي على أداء قطاع الضيافة.
3- التوجه نحو الاستدامة، هناك ضغط متزايد على قطاع الضيافة، لتبنّي ممارسات أكثر استدامة وصديقة للبيئة، ما يمثل تحدياً يتطلب استثمارات إضافية.
ويتوقع أن يستمر قطاع الضيافة في الإمارات في النمو مدفوعاً بالاستثمارات المستمرة، والجهود الحكومية لتعزيز السياحة، والتنوع الكبير في الخدمات المقدمة.
مساهم قوي
ويعمل نحو 325.2 ألف مشتغل/ة، في قطاعي الإقامة والمطاعم بحسب بيانات «وزارة المواردة البشرية والتوطين» للعام الماضي 2023، توزعوا على أكثر من 28.2 ألف منشأة نشطة في الإمارات.
وحققت أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية، نمواً جيداً بنسبة 5.3% إلى 32.2 مليار درهم في 2023، بحسب بيانات «المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء»، مقارنة مع 30.6 مليار درهم ل2022.
مع الإشارة إلى أن، أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية، تساهم ب2.5% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للإمارات في 2023، والذي سجل حينه، 1.24 تريليون درهم.
واستطاع هذا النشاط، تحقيق نسبة نمو قدرها 3.8% في اقتصاد دبي للربع الأول من العام الجاري 2024، لتبلغ قيمته 4.7 مليار درهم، ولتصل نسبة مساهمته في الناتج المحلي للإمارة إلى 4.1%، دافعاً النمو الاقتصادي بمقدار 0.2 نقطة مئوية.
وأصدر «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وضمن الموسم الشتوي الثالث لحملة وجهات دبي، دليلاً تفاعلياً جديداً للراغبين في الاستمتاع بعالم فنون الطهي في دبي فبراير/ شباط 2024، من خلال ما تقدمه سلسلة كبيرة من المطاعم المحلية والعربية والعالمية من أطباق عديدة ومتنوعة، تناسب كافة الأذواق وتتناغم مع الطبيعة العالمية لمجتمع دبي، فضلاً عن مواكبة هذا التنوع لمكانتها المتميزة وجهة مفضلة على خريطة السياحة والسفر العالمية، وما يتبع ذلك من استقطاب أعداد كبيرة تُقدَّر بملايين الزوار كل عام.
ويركّز الدليل الجديد الذي يحمل عنوان «طاولة خارجية لو سمحت» على المطاعم التي توفر فرصة الاستمتاع بتناول الطعام في الهواء الطلق، من خلال مساحاتها المفتوحة، والتي يتميز العديد منها بإطلالات رائعة على أبرز معالم دبي.
وأكدت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي في التقرير الثاني لقطاع المأكولات والمطاعم في دبي «Dubai Gastronomy Industry Report»، الذي أطلقته مطلع العام الجاري 2024، مكانة دبي المتنامية وجهة عالمية رائدة في سياحة الطعام، وإسهاماتها في تعزيز مشهد فنون الطهي العالمي، حيث أشار التقرير إلى زيادة الأشخاص الذين يرتادون المطاعم في دبي بنسبة 61%، فضلاً عن زيادة مستويات رضا الزوار الدوليين عن مستوى الخدمة، مقابل المال الذي توفره المطاعم.
وينسجم التميّز الذي تحققه دبي في هذا القطاع مع رؤيتها الاقتصادية الأشمل، والتي تضمنتها أجندة دبي الاقتصادية D33، الرامية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي بحلول عام 2033، وترسيخ مكانتها بين أفضل ثلاث مدن عالمية في الأعمال والترفيه.
وتعكس نتائج التقرير التقدير الكبير الذي يحظى به قطاع المأكولات والمطاعم في دبي، الذي يضم نخبة مميزة من المطاعم الحائزة جوائز عالمية، حيث تم اختيار مطعمين في دبي ضمن أفضل 50 مطعماً في العالم، و15 مطعماً ضمن قائمة «أفضل 50 مطعماً في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وإدراج 90 مطعماً في «دليل ميشلان دبي 2023»، بزيادة ملحوظة مقارنة ب 69 مطعماً في إصدار النسخة السابقة.
وفي ظل ما تتضمنه دبي من عدد كبير من المطاعم والمقاهي والتي تصل إلى أكثر من 13 ألفاً، فإن التقرير يرسخ من مكانة المدينة وجهة عالمية رائدة لفنون الطهي، والثانية من حيث عدد المطاعم. ووفق التقرير، الذي تضمن استطلاعات آراء مجموعة من سكان وزوار دبي، ارتفع متوسط عدد زيارات المطاعم من 1.8 مرة بالأسبوع، عام 2022، إلى 2.9 مرة في الأسبوع بزيادة بنسبة 61 في المئة على أساس سنوي.
وأشار التقرير إلى زيادة ملحوظة في عدد الزوار الدوليين، الذين أعربوا عن رضاهم عن مستوى القيمة، مقابل المال الذي وفرته مطاعم دبي، حيث ارتفعت النسبة من 54% في عام 2022 إلى 66% في عام 2023.
وسلط التقرير الضوء على حصول ثلاثة من أشهر المطاعم في دبي على نجمة ميشلان الخضراء، ما يعكس التزام دبي المستمر بالممارسات المستدامة، إلى جانب وجود خطط مستقبلية تتماشى بفاعلية أكبر، مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، وهي حملة وطنية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
اقرأ أيضًا: