وكالات : مدينة كوثى السومرية – التي تعرف اليوم باسم ناحية – جبلة – تقع شمال مدينة بابل وتبعد عن مدينة – الحلة – 50 كيلومترا وتتبع إداريا اليوم لقضاء المحاويل شمال محافظة بابل , فهي من المعالم الأثرية التي كان لها صدى واسع في فجر السلالات السومرية لكن التأريخ أهملها فلا نجد إلا إشارات بسيطة عن ماضيها الحضاري .
وتقول الدكتورة في التاريخ رنا رسني “يبدو ان مدينة – كوثى – لم تحرز مركزا سياسيا عاليا في العراق القديم وقد نقلت منها عبادة اله – نركال – اله العالم السفلي الى فلسطين وبالتحديد الى عاصمة مملكة – اسرائيل – مدينة – السامرة – على يد رجال دين من مدينة – كوثى – الذين كان قد نفاهم الملك الاشوري – سرجون – الثاني الى هناك.
وتضيف :يعتقد بعض المؤرخين ان في هذه المدينة ولد النبي ابراهيم.
والمدينة هي حاضرة عراقية موغلة في القدم مرت عليها ادوار تاريخية في عصور – السومريون – الاكديون – البابليون – الاشوريون – الفرس – العهد الاسلامي – ولها عدد من الاسماء منها – كوثى – كوثه – كوثا – وفي اللغة البابلية تعرف باسم – كوتم – وباللغة السومرية تعرف باسم – غودوا – وكذلك تعرف باسم – تل – ابراهيم – وهي مدينة سومرية قديمة تعد من ابرز مدن بابل الشمالية كانت تقع على نهر الفرات بحدود الالف الثالث قبل الميلاد ورد ذكرها في – التوراة – مرتين.
واشتهرت مدينة – كوثى – بكونها مركز عبادة اله العالم السفلي – نركال – وله فيها معبد كبير يعرف باسم – اي – شد – لام – او – اي ميسلام – و زقورة – تسمى – اي نا نار – بمعنى دار الهلال وتذكر بعض المصادر التاريخية ان الملك – دونكي – احد ملوك سلالة – اور – الثالثة اعاد بناء المعبد والزقورة وجددهما .
وتابعت رسني ” ان منقبي الاثار عثروا في اطلالها على – اجرة – تحمل اسمها تعود الى عصر الملك نبوخذنصر – الثاني – 604 – 562 قبل الميلاد كما عثر فيها على بعض الالواح والرقم الطينية التي تتحدث عن قصة الخليقة البابلية .
وقالت ان اسم كوثي ورد في الفكر والتراث الاسلامي فقد سال رجل الامام علي – ع – وقال اخبرني عن اصلكم معاشر قريش فقال — نحن قوم من كوثى —
وعن أهمية كوثى قال حبر الأمة عبد الله بن عباس — نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى — والنبط عند العرب يعني ساكني العراق من البابليين وغيرهم من الاقوام القديمة “.
إقرأ أيضاً :