الطبل البلدي والمزمار .. ألحان التراث المصري تُنعش شواطئ القرى السياحية

كتب – أحمد زكي : لطالما ارتبط التراث المصري بالموسيقى الشعبية التي تعبر عن هوية المجتمع وروحه. وفي إطار سعي القرى السياحية المصرية لتقديم تجربة ترفيهية متكاملة للنزلاء، لجأت إحدى القرى السياحية الساحلية مؤخرًا إلى الاستعانة بعروض الطبل البلدي والمزمار المصري التقليدي على شواطئها، لإضفاء أجواء احتفالية أصيلة تجمع بين الترفيه وإحياء الفلكلور الشعبي.

خطوة مبتكرة تجمع بين التراث والحداثة السياحية

في خطوة مبتكرة تجمع بين التراث الأصيل ومتطلبات السائح العصري، أطلقت إدارة إحدى القرى السياحية الشهيرة على ساحل البحر الأحمر برنامجًا ترفيهيًا يعتمد على إدخال العروض الفنية الشعبية ضمن الأنشطة اليومية المقدمة للضيوف. تضمنت الفعاليات استخدام الطبل البلدي والمزمار المصري على الشواطئ وفي المساحات المفتوحة، في حفلات صباحية ومسائية تملؤها أجواء البهجة والحماس.

وقد لاقت هذه المبادرة تجاوبًا واسعًا من النزلاء، حيث وصف الكثيرون التجربة بأنها “مبهجة وفريدة”، تجمع بين متعة العطلة الشاطئية ونكهة الثقافة المصرية الأصيلة. وأكد مسؤولو القرية أن “الهدف من دمج الطبل البلدي والمزمار ضمن البرنامج السياحي هو تعزيز إحساس الضيف بالثقافة المحلية، وإضفاء لمسة احتفالية تميز التجربة السياحية المصرية عن غيرها”.

يُعد الطبل البلدي من أبرز رموز الفنون الشعبية المصرية، حيث ارتبط منذ القدم بالمناسبات السعيدة مثل الأعراس والمهرجانات، وكان دائمًا وسيلة لنشر البهجة والحيوية في التجمعات العامة. أما المزمار، بآلاته الخشبية ذات الصوت العذب والحيوي، فهو جزء لا يتجزأ من التراث الموسيقي المصري، ويُستخدم بشكل رئيسي في الرقصات الفلكلورية والمهرجانات القروية والاحتفالات الكبرى.

استطلع موقع تورزم ديلي نيوز آراء عدد من النزلاء الدوليين حول هذه المبادرة الجديدة. قالت “جوليان ميلر”، سائحة بريطانية
“لم يسبق لي أن جربت أجواء شاطئية بهذا الشكل من قبل. المزمار والطبل أضفوا طاقة غير عادية على المكان وجعلونا نشعر وكأننا جزء من احتفال شعبي أصيل”.
أما “أنطونيو دي لورينزو”، سائح إيطالي، فقد علق قائلاً:
“إن حضور عروض الطبل البلدي على الشاطئ جعلني أشعر أنني أعيش تجربة مصرية حقيقية، وهذا النوع من الفنون الشعبية يضفي روحًا حقيقية على الإجازة”.

من جانبهم، عبّر عدد من السياح العرب عن سعادتهم بهذا الدمج بين الترفيه والتراث، معتبرين أن مثل هذه البرامج تُرسخ في أذهان الزوار صورة مصر كدولة غنية بثقافتها وحضارتها.

التراث المصري نبضٌ متجدد في قلب السياحة العصرية

تؤكد التجربة الناجحة لاستخدام الطبل البلدي والمزمار في البرامج السياحية أن الحفاظ على التراث وإعادة توظيفه في السياحة الحديثة يمثل ركيزة هامة في تعزيز تنافسية المنتج السياحي المصري. فالمزج بين الترفيه العصري والهوية الثقافية العريقة لا يقدم فقط لحظات من المتعة، بل يغرس في ذاكرة الزوار إحساسًا دائمًا بتميز التجربة المصرية عن غيرها من الوجهات السياحية العالمية.

إقرأ أيضاً :

وزيرة التنمية المحلية ترافق حاكم عام أستراليا بجولتها السياحية بالأهرامات