كتبت – دعاء سمير : تراجع أعداد الوافدين المغتربين والزوار والمستثمرين إلى سوريا هو نتيجة لتضافر عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
-
الأزمة الأمنية والنزاع المستمر:
الحرب الأهلية: منذ عام 2011، تعاني سوريا من نزاع مسلح واسع النطاق أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية، ونزوح الملايين من السكان، وحالة من عدم الاستقرار الأمني في معظم أنحاء البلاد. هذا الوضع يجعل سوريا منطقة خطرة وغير جاذبة للوافدين من أي نوع.
التهديدات الإرهابية: لا تزال بعض المناطق في سوريا تشهد نشاطًا لجماعات إرهابية، مما يزيد من المخاوف الأمنية.
التدخلات الإقليمية والدولية: استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والتدخلات الخارجية يزيد من حالة الضبابية وعدم اليقين.
-
الوضع الاقتصادي المتدهور:
انهيار الليرة السورية: فقدت الليرة السورية جزءًا كبيرًا من قيمتها، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية. هذا يجعل سوريا بيئة صعبة للغاية بالنسبة للمغتربين الذين يعتمدون على تحويلات خارجية، ويقلل من جاذبية الاستثمار.
العقوبات الاقتصادية: تفرض العديد من الدول عقوبات اقتصادية على سوريا، مما يعيق التجارة والاستثمار الأجنبي ويؤثر سلبًا على الاقتصاد بشكل عام.
محدودية فرص العمل: الحرب والركود الاقتصادي أدت إلى تدمير العديد من الشركات والمصانع، مما قلل من فرص العمل المتاحة.
ارتفاع تكاليف المعيشة: حتى مع توفر بعض السلع، فإن ارتفاع أسعارها يجعل الحياة في سوريا مكلفة للغاية.
-
تدهور البنية التحتية والخدمات:
نقص في الخدمات الأساسية: تعاني العديد من المناطق من نقص حاد في الكهرباء والمياه والوقود والخدمات الصحية والتعليمية.
تضرر البنية التحتية: تضرر الطرق والجسور والمطارات والموانئ بشكل كبير نتيجة الحرب، مما يعيق حركة النقل والتجارة.
ضعف قطاع السياحة: تضرر قطاع السياحة بشكل كارثي نتيجة الأزمة الأمنية وتدهور البنية التحتية، وفقدت سوريا مكانتها كوجهة سياحية جاذبة.
-
مخاوف أمنية وقانونية للوافدين:
التجنيد الإجباري: بالنسبة للشباب المغتربين، هناك مخاوف بشأن التجنيد الإجباري عند العودة إلى سوريا.
الملاحقات الأمنية: قد يكون هناك تخوف من الملاحقات الأمنية أو الاعتقالات التعسفية.
صعوبة الحصول على وثائق: قد يواجه المغتربون صعوبات في الحصول على جوازات سفر أو تجديدها أو الحصول على وثائق رسمية أخرى.
-
النظرة الدولية السلبية:
التحذيرات من السفر: تصدر العديد من الدول تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى سوريا بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
الصورة الإعلامية: الصورة السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن الوضع في سوريا تساهم في عزوف الكثيرين عن زيارتها أو الاستثمار فيها.
باختصار، فإن تراجع أعداد الوافدين إلى سوريا يعكس بشكل مباشر تداعيات الأزمة المستمرة على كافة جوانب الحياة، بدءًا من الأمن والاقتصاد وصولًا إلى الخدمات والبنية التحتية، بالإضافة إلى المخاوف المشروعة لدى الأفراد بشأن سلامتهم ومستقبلهم في ظل هذه الظروف. وعلى الرغم من بعض المحاولات لإعادة إحياء قطاع السياحة وجذب الاستثمارات، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات
وكانت سوريا قد شهدت إقبالاً كبيراً من أبناء الجالية السورية في العالم خلال الأشهر الأولى التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، غير أنّ هذا الإقبال شهد تراجعاً ملحوظاً في أعداد الوافدين من المغتربين والزوار والمستثمرين، رغم التسهيلات اللوجستية عبر الحدود البرية، وتفعيل حركة الطيران المدني من العديد من البلدان. فما الذي يمنع الجالية السورية في دول الاغتراب من العودة للعمل أو الزيارة أو السياحة؟
إقرأ أيضاً :
Tourism Daily News أهم أخبار السياحة و السفر