الرئيسية / فنادق و منتجعات / مع نسائم الصباح .. النشاط الرياضي جزء أصيل من تجربة السائح في منتجعات مصر
مع نسائم الصباح .. النشاط الرياضي جزء أصيل من تجربة السائح في منتجعات مصر
مع نسائم الصباح .. النشاط الرياضي جزء أصيل من تجربة السائح في منتجعات مصر

مع نسائم الصباح .. النشاط الرياضي جزء أصيل من تجربة السائح في منتجعات مصر

كتب – أحمد زكي : حين تلامس أولى خيوط الشمس مياه البحر على سواحل مصر الممتدة، وتبدأ نسائم الصباح بالتسلل بين أشجار النخيل، تستيقظ الحياة في القرى والمزارات السياحية لتشهد مشهدًا حضاريًا متكررًا يعكس مفهومًا جديدًا للسياحة الصحية والواعية. لم تعد الرحلات السياحية تقتصر على الاستجمام السلبي فحسب، بل بات النشاط الرياضي الصباحي جزءًا أصيلًا من تجربة السائح في ربوع شرم الشيخ، الغردقة، مرسى علم، رأس سدر، ودهب.

في تلك اللحظات المبكرة، تنبض الشواطئ بالحيوية؛ مجموعات من السياح يؤدون تمارين اليوغا والتأمل، ورياضات الجري والمشي على الرمال، ودروس الإيروبكس المائية في مسابح الفنادق. ولم يأتِ هذا التوجه من فراغ، بل هو ثمرة وعي عالمي متنامٍ بأهمية الدمج بين الصحة والسياحة، وحرص الجهات السياحية المصرية على تعزيز قيمة “السياحة المستدامة” وربطها بالعافية الجسدية والذهنية.

مشهد صباحي متكرر لكنه متجدد

في كل صباح، تتحول بعض الشواطئ إلى ساحات مفتوحة للنشاط البدني، حيث تبدأ بعض الفنادق والمنتجعات بتنظيم جلسات تمارين جماعية بإشراف مدربين متخصصين. وتتنوع الأنشطة لتشمل،اليوغا الصباحية على الرمال، حيث الهدوء والتناغم مع الطبيعة.

المشي والجري في مسارات طبيعية على الشواطئ أو حول المنتجعات.

تمارين اللياقة البدنية الخفيفة والمخصصة لكبار السن.

السباحة الحرة أو جلسات الأيروبكس المائي لتحسين الدورة الدموية.

هذه الأنشطة لا تمنح السياح فقط جرعة من النشاط والطاقة لبداية يومهم، بل تخلق أيضًا أجواء تفاعلية تشجع على التعارف والتواصل الثقافي بين الزوار من مختلف الجنسيات.

السياحة الصحية، توجه عالمي تتبناه مصر

تتبنى وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ومؤسسات القطاع الخاص، توجهًا استراتيجيًا نحو تنمية السياحة الصحية والرياضية، باعتبارها إحدى صور السياحة المستدامة التي تعزز من تنافسية مصر على الخريطة العالمية.

وفي هذا السياق، تم دعم مبادرات لإنشاء مسارات للجري والدراجات، وتوفير مساحات خضراء مفتوحة، وتدريب الكوادر السياحية على تنظيم الفعاليات الرياضية الصباحية. وتقول د. نانسي طلعت، مسؤولة تسويق سياحي بإحدى شركات السفر الكبرى ،أصبح النشاط الرياضي عاملًا مهمًا في اختيار السياح لوجهاتهم، لا سيما بعد الجائحة، حيث ازداد الطلب على الأنشطة التي تدمج الترفيه بالصحة النفسية والجسدية.”

دور القرى السياحية والفنادق

تلعب القرى السياحية دورًا محوريًا في هذا التحول؛ فالكثير منها خصص مناطق مخصصة لممارسة الرياضة، وأدرج النشاط الرياضي ضمن برامجها اليومية. بعض الفنادق أنشأت أكاديميات رياضية مصغرة للأطفال والكبار، بينما تعاقدت منتجعات كبرى مع مدربين أجانب لتنظيم معسكرات لياقة في الهواء الطلق.

كما يقدم عدد من المنتجعات في شرم الشيخ والغردقة باقات “الاستجمام النشط”، التي تدمج الإقامة الفندقية بجلسات الرياضة الصباحية، وجلسات المساج والاستشفاء بمياه البحر، ضمن مفهوم العافية الشامل (Wellness Tourism).

الأثر الاقتصادي والثقافي

للنشاط الرياضي الصباحي أبعاد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، إذ يسهم في ،زيادة مدة الإقامة السياحية، خاصة بين الفئات المهتمة بالصحة واللياقة.
رفع نسب إشغال الفنادق خلال المواسم المتوسطة، بفضل العروض الرياضية.

تشجيع الصناعات المحلية المرتبطة بالملابس والمعدات الرياضية.
تنويع المنتج السياحي المصري ليشمل الرياضة والترفيه معًا.

كما يحمل هذا النشاط بُعدًا ثقافيًا مهمًا، حيث يدمج العادات الصحية اليومية مع خصوصية المكان، ويمنح السائح فرصة لاكتشاف البيئة المصرية من منظور جديد، لا يقتصر على المعالم الأثرية فقط، بل يمتد إلى التفاصيل الطبيعية والبشرية للبيئة الساحلية.

شهادات وتجارب سياحية

تقول السائحة الألمانية أنيا شتاين، التي زارت دهب لأسبوعين،كنت أمارس اليوغا كل صباح على الشاطئ مع المدربة، ولم أشعر بهذا الصفاء الروحي من قبل. التجربة فاقت توقعاتي، وقررت العودة العام القادم مع صديقاتي.”

أما المدرب المصري محمد عبدالعليم، الذي يعمل بإحدى قرى الغردقة، فيؤكد،السياح يأتون يوميًا للتمرين حتى في العطلات، ويشعرون بفرق كبير في نشاطهم ومزاجهم، وقد بدأ بعضهم يسأل عن حصص غذائية متوازنة أثناء الإقامة.”

إن النشاط الرياضي الصباحي ليس مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل هو جسد نابض في قلب تجربة سياحية شاملة، تعزز من جودة الحياة والاتصال بالذات والطبيعة. مصر، بتاريخها العريق وسواحلها الممتدة، تملك من المقومات ما يؤهلها لتكون رائدة في هذا الاتجاه، خاصة إذا استثمرت بشكل مدروس في السياحة الصحية والرياضية. وهكذا تصبح لحظات الجري الصباحية على الشاطئ، أو جلسات التأمل أمام البحر، أكثر من مجرد نشاط… بل تجربة لا تُنسى.

إقرأ أيضاً :

“مصر للطيران” تقفز 20 مركزًا في قائمة أفضل 100 شركة عالميًا

شاهد أيضاً

“روتانا” توسع محفظتها في الشرق الأوسط بافتتاح فندقاً جديداً بالسعودية”

كتبت- سها ممدوح: أعلنت روتانا، إحدى أبرز شركات إدارة الفنادق في المنطقة، عن توقيع فندق …