الرئيسية / قضايا وآراء / عودة خجولة لحركة السياحة اللبنانية بعد وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل
عودة خجولة لحركة السياحة اللبنانية بعد وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل
عودة خجولة لحركة السياحة اللبنانية بعد وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل

عودة خجولة لحركة السياحة اللبنانية بعد وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل

وكالات : بعد فترة من التوتر الإقليمي المتصاعد، خاصة عقب تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، بدأت حركة السياحة في لبنان تشهد عودة خجولة وحذرة. الأمل يحدو القطاع السياحي اللبناني، الذي يُعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، في أن تكون التهدئة الراهنة بمثابة نافذة لإنعاش الموسم الصيفي 2025.

تأثير التوترات على السياحة اللبنانية:

  • إلغاء الحجوزات: أدت التوترات الأخيرة إلى موجة كبيرة من إلغاء الحجوزات في الفنادق والرحلات الجوية، خاصة في بداية موسم الصيف الذي كان يُعوّل عليه كثيراً بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية.
  • تعليق الرحلات الجوية: علقت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بشكل مؤقت، مما فاقم من عزلة البلاد وصعّب وصول السياح والمغتربين.
  • صورة ذهنية سلبية: أثرت حالة عدم الاستقرار الإقليمي على الصورة الذهنية للبنان كوجهة سياحية آمنة، مما جعل العديد من السياح يفضلون وجهات أخرى.

بوادر العودة “الخجولة”:

مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدأت بعض المؤشرات الإيجابية بالظهور:

  1. استئناف الرحلات الجوية: عادت بعض شركات الطيران الأجنبية تدريجياً لاستئناف رحلاتها إلى بيروت، مما يفتح المجال أمام عودة السياح والمغتربين.
  2. عودة المغتربين: يُعد المغتربون اللبنانيون شرياناً حيوياً للسياحة في البلاد. وعلى الرغم من التحديات، يظل الكثير منهم حريصاً على قضاء الصيف في لبنان، وقد أظهروا مرونة في تعديل خطط سفرهم بدلاً من الإلغاء الكامل.
  3. ارتفاع تدريجي في الإشغالات: بدأت الفنادق والمؤسسات السياحية تشهد ارتفاعاً تدريجياً في نسب الإشغال، وإن كانت لا تزال متراوحة بين 30% و50% في بعض الأحيان، مع آمال بالوصول إلى مستويات أعلى (60% – 70%) خلال يوليو وأغسطس.
  4. التفاؤل الحذر: يعيش اللبنانيون، وخاصة العاملين في القطاع السياحي، حالة من التفاؤل الحذر، على أمل أن يستمر الهدوء وأن تتمكن البلاد من تعويض جزء من الخسائر.

تحديات ما تزال قائمة:

رغم بوادر الانتعاش، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق العودة الكاملة للسياحة:

  • هشاشة الوضع الأمني: يبقى الوضع الأمني في المنطقة، وخاصة على الحدود الجنوبية للبنان، حساساً للغاية، مما يؤثر على ثقة السياح الدوليين.
  • الأزمة الاقتصادية الداخلية: يعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، تشمل نقص الكهرباء وتدهور البنية التحتية، وهي عوامل تؤثر على جودة التجربة السياحية.
  • تحذيرات السفر: ما زالت بعض الدول الكبرى تضع لبنان ضمن المناطق التي تُنصح بتجنب السفر إليها أو توخي الحذر الشديد عند زيارتها.

يُعد القطاع السياحي في لبنان مرناً وقادراً على التعافي، لكنه يحتاج إلى استقرار سياسي وأمني دائم، بالإضافة إلى دعم حكومي لتعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات، ليتمكن من استعادة بريقه كوجهة سياحية رائدة في المنطقة.

وأكد نقيب اصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود ان بعد وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل، عادت الأمور إلى التحسن بشكل يومي وبزيادة تصاعدية في عدد القادمين إلى لبنان . حصل تراجع كبير أثناء فترة الحرب الاقليمية . بين ١ و ١٠ حزيران سجلنا زيادة بالاعداد بحوالي ٢٢%، لكن بعد ذلك،  عندما بدأت الحرب لاحظنا التراجع بنسبة 22 %. اليوم عادت الحركة بشكل تصاعدي لكنها لا زالت خجولة . عادت بعدما شعر الناس أن الحرب انتهت والطائرات القادمة إلى لبنان كلها كاملة العدد، حتى أن بعض شركات الطيران وغيرها سيرت رحلات اضافية من دبي وتركيا وباريس وغيرها . وكلما استدام الاستقرار ، زاد عدد القادمين إلى لبنان، لكن خسرنا قسما من السياحة العربية والخليجية، إذ أن اللبناني المغترب والذي يعمل في الخارج اعتاد على التركيبة اللبنانية ويعرف أجواء لبنان. لهذا سيأتي إلى لبنان دائما .

السياحة الخليجية

ويتابع عبود: كنا نأمل ونعول على السياحة الخليجية القادمة من الإمارات والكويت وقطر، لذا اذا حصل الآن اتفاق وهدنة مستدامة ربما سنعوض قسما من هذه السياحة، لكننا للأسف خسرنا قسما منها بالفعل، إذ كان التعويل كبيرا على السياحة الخليجية، لأن فترة إقامة الأخوة الخليجيين تكون طويلة ونسبة انفاقهم اليومي كبيرة . نأمل أن يصمد وقف إطلاق النار وان يكون مستداما لكي ترتاح الناس وتتضح الصورة نهائيا بما سيحصل في لبنان والجنوب .  اعتقد ان الصيفية واعدة كما كنا نأمل ،وستكون جيدة وأفضل من العام الماضي .

وعن التعاون مع وزارة السياحة  يقول عبود : لا نلوم وزارة السياحة، فالسياحة تحتاج إلى موازنة بما يخص التسويق والترويج . لكن العمل اليوم جار على التشريع ، حيث نأمل أن تتغير التشريعات والقوانين ووزارة السياحة تعمل على ذلك حاليا .نلاحظ أيضا انها تسجل وجودها بشكل أكبر في المؤسسات السياحية وهي تتابع الأمور ضمن نطاقها وحسب قدرتها .  لاحظت اخيرا أثناء تواجدي في احد مسابح منطقة الدامور لائحة  بأسعار الدخول، تبين انها بأمر من وزارة السياحة.

وتحدث عبود عن السياحة الصادرة التي تعرضت لانتكاسة ايضا قائلا: تأثرت  كثيرا بالوضع  خلال شهر حزيران حتى انعدمت ، وقد تكبدت وكالات السفر الكثير من الخسائر نتيجة ذلك، لأننا كنا بدأنا  برامج تشارتر قبل عيد الأضحى خلال شهر نيسان، وكانت الحركة رائعه  خلال العيد ،وعندما اندلعت الحرب تراجعت.  

الحجوزات السياحية

اذا  بقيت الاوضاع مستقرة حتى  ١٥ ايلول،  باستطاعتنا تعويض ما خسرنا . خلال فترة الحرب  توقفت الحجوزات للسياحة الصادرة ثم عادت للانتعاش حيث يوجد طلب خلال هذين الشهرين .
وعن عودة شركات الطيران الاجنبية يقول عبود:

 عاد معظمها اي بنسبة ٩٥% .  واعتقد انها ستعود جميعها في الأيام المقبلة. 

رغم كل الظروف، يختم عبود،  لم يغب لبنان  عن الوجهة السياحية، الغيمة السوداء مرت، ونحتاج لوقف إطلاق نار مستدام وخلال شهر أو اثنين باستطاعتنا إثبات وجودنا وتحقيق ما نأمل به . لبنان بلد جاذب للسياح، لديه مقومات سياحية غير موجودة في دول أخرى.  تتنوع مميزاته  ما بين طقس وبحر وجبل وثلج ومجمعات بحرية إلى جانب حسن الضيافة والاستقبال والاهتمام بالضيف مع جودة الخدمات والمطبخ اللبناني المعروف في العالم كله.

إقرأ أيضاً :

شاهد أيضاً

أكثر من 5.4 مليون معتمر أدوا المناسك في الربع الثاني من العام

كتبت- سها ممدوح: وكالات: أصدرت الهيئة العامة للإحصاء السعودية نتائج إحصاءات العمرة للربع الثاني من …