من الترعة إلى أكوا بارك ابتكار شعبي يرسم البهجة في قرية الرزيقات بالأقصر

كتب – أحمد زكي: في مشهد يعكس عبقرية البساطة وروح الجماعة، تمكن أهالي قرية الرزيقات بمركز أرمنت في محافظة الأقصر من تحويل مياه الترعة إلى متنزه شعبي أشبه بـ”أكوا بارك”، ليجعلوا من قريتهم مقصدًا للبهجة خلال أيام الصيف الحارة. الفكرة، التي خرجت من رحم الحاجة، جسدت معنى الإبداع الشعبي وقدرة الأهالي على إيجاد حلول بديلة للترفيه، دون انتظار دعم رسمي أو إمكانات مادية ضخمة.

على ضفاف الترعة، أقام شباب القرية تجهيزات بدائية تعتمد على ألواح خشبية وإطارات كاوتش قديمة وحبال مشدودة، لتتحول إلى ألعاب مائية بدائية تضاهي بساطتها فرحة الأطفال الذين تزاحموا على التجربة. ومع تزايد الإقبال، لم يعد الأمر مجرد وسيلة للترفيه، بل صار مناسبة اجتماعية يشارك فيها الكبار والصغار، حيث يجتمع الأهالي لمراقبة أبنائهم ومشاركتهم الضحك، في أجواء عائلية تفيض بالود والسعادة.

ويرى بعض المتابعين أن هذه التجربة الشعبية البسيطة تحمل أبعادًا اجتماعية وسياحية؛ فهي من جهة تعكس روح الابتكار لدى أبناء الريف، ومن جهة أخرى تقدم نموذجًا يمكن استثماره وتطويره ليصبح متنزهًا سياحيًا ريفيًا جاذبًا، خاصة أن محافظة الأقصر تُعد من أهم الوجهات السياحية العالمية بما تملكه من آثار ومعالم فريدة، ودمج السياحة الثقافية بالأنشطة الشعبية قد يفتح آفاقًا جديدة للترويج.

الصور المتداولة من “أكوا بارك الغلابة”، كما أطلق عليه الأهالي، لم تكن مجرد لقطات عابرة؛ بل جسدت ابتسامات الأطفال وضحكاتهم، وأكدت أن السعادة قد تُصنع بأبسط الأدوات حين تتوفر الإرادة وروح المشاركة. وكما يقول أهل القرية: “مش لازم فلوس عشان نفرح.. الفرح في القلوب والضحكة من نصيب اللي يعرف يبتكر”.

بهذا، تتحول تجربة الرزيقات من مجرد نشاط صيفي محلي إلى رسالة إنسانية وسياحية، تؤكد أن مصر ليست فقط بلد الحضارات والآثار، بل هي أيضًا بلد البهجة والابتكار الشعبي الذي يولد من رحم الحاجة.

إقرأ أيضاً :

تجديد تكليف حسن عبد الله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي المصري