Tourism Daily News أهم أخبار السياحة و السفر
كتب – أحمد زكي : لا تقتصر شهرة منطقة الروشة في بيروت على كونها مقصدًا سياحيًا بارزًا اليوم، بل تمتد أهميتها إلى أعماق التاريخ البشري. فقد أثبتت الدراسات الأثرية منذ بدايات القرن العشرين أن ساحل بيروت كان مأهولًا بالإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ، وهو ما تؤكده الأدوات الحجرية المكتشفة في محيط رأس بيروت والروشة.
هذه المكتشفات، التي تتضمن مكاشط وسكاكين حجرية بدائية من الصوان، تُعرض اليوم ضمن مجموعات متحف الجامعة الأميركية في بيروت، لتقدّم للزائر لمحة عن جذور الاستيطان البشري على الساحل اللبناني. وتشير الأبحاث الأكاديمية إلى أن هذه الأدوات تعود إلى مراحل مبكرة من العصر الحجري القديم، حيث استعمل الإنسان تقنيات صناعية معروفة في علم الآثار مثل الأشولية والليفالوازية. وبذلك، يُعد موقع الروشة جزءًا من شبكة المواقع التي تثبت أن بيروت كانت مأهولة منذ مئات آلاف السنين، بفضل طبيعتها الجغرافية التي وفرت مأوى طبيعيًا ومصادر غذاء من البحر.
القيمة السياحية المعاصرة
لا تنحصر أهمية هذه المكتشفات الحجرية في بعدها التاريخي فحسب، بل تتجاوز ذلك لتفتح آفاقًا جديدة أمام السياحة الثقافية في بيروت. فوجود أدوات حجرية من عصور ما قبل التاريخ في منطقة الروشة يمنح المدينة بعدًا سياحيًا مضاعفًا، يجمع بين جمال الطبيعة البحرية الفريدة وقيمة التراث الإنساني العميق.
يمكن لوزارة السياحة والجهات المعنية أن تستثمر هذا الإرث عبر:
إبراز متحف الجامعة الأميركية كمحطة أساسية للسائح المهتم بالآثار والتاريخ.
تنظيم جولات سياحية متكاملة تبدأ من زيارة صخرة الروشة الشهيرة وتنتهي بمشاهدة الأدوات الحجرية المعروضة في المتحف.
الترويج لبيروت كوجهة للسياحة العلمية، بحيث لا تكون مجرد مدينة حديثة نابضة بالحياة، بل أيضًا بوابة لمعرفة تطور الإنسان في شرق المتوسط.
إن الجمع بين التراث الطبيعي (صخرة الروشة) والآثار المكتشفة (الأدوات الحجرية) يمنح بيروت فرصة مميزة لتسويق نفسها عالميًا كوجهة سياحية تجمع بين العلم والجمال، وبين الحاضر العريق والماضي السحيق.
إقرأ أيضاً :
