كتبت – مروة الشريف : يقف المتحف المصري الكبير في أبهى حلته، منتظرا موعد الأول من نوفمبر المقبل.
فمن أغلب أركانه يطل المتحف على أهرامات الجيزة في مصر، وبينها هرم خوفو الأكبر أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.
ففي الأول من نوفمبر المقبل سيفتح المتحف أبوابه رسميا، ليكشف عن كنوز أثرية مذهلة، في حضور رئاسي من مختلف أنحاء العالم.
ومؤقتا، جرى في 15 أكتوبر الجاري غلق المتحف غرب العاصمة القاهرة، استعدادا للافتتاح الضخم المنتظر.
كانت أركان المتحف تبهر أنظار السياح، الذين يقفون منبهرين أمام كل أثر، ويتابعون معلومات بشأنه.
كما ينبهر الزوار بـ”نافذة الخلود” المطلة على الأهرامات، حيث يرتفع هرم خوفو، بطول 146 مترا، بجوار هرمي خفرع ومنقرع.
تجربة فريدة
قال خبراء عن الافتتاح المرتقب للمتحف : أوشكنا أن نرى هذا الإنجاز التاريخي، وزواره يوشكون أن يروا جنة من جنات التاريخ في الأرض.
ووصفوا المتحف بجنة التاريخ وأنه يضم أجمل قطع الآثار في العالم، ويحتضن الملك توت عنخ آمون أشهر ملوك الفراعنة.
“يحتضن أكثر من 5 آلاف قطعة تخصه (توت)، منها قناعه الشهير، وذلك في قاعتي عرض مساحتهما أكثر من 7 آلاف متر، بما يوازي مساحة المتحف المصري في التحرير (وسط القاهرة)”، كما أضاف.
ويعتقد الخبراء أن الزوار يعيشون، سواء في تجربة الزائر أو بعد الافتتاح، تجربة فريدة تستحق أن يرونها مرة واثنين وثلاثة.
وأوضح أن “المتعة ليست في الآثار فحسب، ولكن في طريقة عرضها والأضواء المرافقة والعرض المتحفي غير المسبوق”.
الزائر سيدخل المتحف ويتابع مثلا في قاعات متسلسلة تاريخا معينا في عصور عدة، وفي قاعات أخرى سيجد استعراضا لكافة المعتقدات الدينية القديمة.
كل قطعة أثرية في المتحف المصري الكبير لها سيناريو عرض متحفي غير مسبوق، حتى لو رأيناها من قبل فإن عرضها الجديد سيزيد من متعة المتابعة والزيارة في تجربة وإخراج غير مسبوقين.
وهناك سهولة في دخول السياح والخروج، مع توفر أماكن للمواصلات والطعام والهدايا الأثرية، ومتابعة الأهرامات من نافذة الخلود بالمتحف.
والتقديرات تشير إلى أنه متوقع أن يزور المتحف من 5 ملايين إلى 8 ملايين زائر سنويا، هو عدد كبير يستحقه ما يشهده المتحف من عناصر إبهار وجذب، بحسب شاكر.
إقبال كبير
موقع المتحف الجغرافي في دائرة القاهرة الكبرى، في منطقة مليئة بمتاحف تاريخية عديدة، منها المتحف المصري والقبطي والفن الإسلامي ومنطقتا الأهرام والقلعة وكل مكان ملئ بالتاريخ , وهناك توقعات أن يكون المتحف المصري الكبير في المرتبة الأولى للزوار بين هذه المتاحف والمناطق، مع جذبه أعدادا كبيرة جدا من الزوار سنويا.
فمتحف يُبنى في مصر هو إنجاز تاريخي، لأنها بلد الحضارات المليئة بملايين القطع الأثرية، سواء في المخازن أو قاعات العرض والمتاحف، بخلاف مئات المناطق الأثرية.
إبهار وهيبة
ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح للمتحف حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وملوك وزعماء دول العالم.
واستعدادا للافتتاح، يغلق المتحف أبوابه مؤقتا بين منتصف أكتوبر حتى 3 نوفمبر، على أن يعاد فتحه في اليوم التالي، “إيذانا ببدء فصل جديد من الإبهار والتراث والهيبة الخالدة”، بحسب بيان للمتحف.
وقبل الافتتاح الرسمي، كان المتحف يقدم زيارات لاختبار جاهزية الموقع وتجربة الزائر.
وخلالها يتمكن الزوار من دخول قاعات العرض الرئيسية والبهو العظيم والدرج العظيم (مليئة بالآثار) والمنطقة التجارية والحدائق الخارجية.
بينما كانت قاعات الملك توت عنخ آمون مغلقة في انتظار الافتتاح الرسمي، وفقا لما يوضحه المتحف في صدارة موقعه الإلكتروني.
ميلاد المتحف
وبحسب معلومات وزارة السياحة والآثار المصرية، “بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينات القرن الماضي”.
وأضاف أنه “في العام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف، ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة”.
وبدأ البناء بالمتحف في مايو 2005، حيث جرى تمهيد الموقع وتجهيزه.
واكتمل تشييد المبنى على مساحة أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ويتضمن قاعات عرض ضخمة تتجاوز الواحدة منها مساحة متحف، سواء في مصر أو الدول الأخرى، وفقا للوزارة.
ويعد المتحف، بحسب الوزارة، “أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحا حضاريا وثقافيا وترفيهيا عالميا متكاملا”.
وكذلك “ليكون الوجهة الأولى لكل مَن يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة”.
ويحتوي عددا كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة، بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر/ تشرين الثاني 1922.
كما يضم مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، ومقتنيات أثرية مختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
إقرأ أيضاً :
رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ مختلف المشروعات بالمدن الجديدة