وسائل إعلام دولية : مصر نجحت في إحداث نقلة نوعية بالبنية التحتية السياحية

كتبت – مروة الشريف : أكدت وسائل إعلام دولية أن مصر نجحت في إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية السياحية، واستقطاب الاهتمام العالمي عبر الجمع بين الأصالة التاريخية والابتكار المعاصر، مما يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية ويأتي على رأس هذه المبادرات افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي أصبح بمثابة منارة ثقافية عالمية تسلط الضوء على حضارة مصر القديمة بطريقة غير مسبوقة.

أكد موقع Travel and Tour World، وهو منصة إعلامية عالمية متكاملة تغطي أخبار السفر والسياحة وموجهة للمحترفين في الصناعة والمسافرين، أن المتحف المصري الكبير، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، افتُتح رسميًا في الأول من نوفمبر 2025 ليصبح أكبر متحف عالمي مخصص لحضارة واحدة.

وشدد على أن هذا الصرح الثقافي يعد تجربة استثنائية للزوار، إذ يضم صالات عرض غامرة ومجموعة توت عنخ آمون الكاملة معروضة لأول مرة بشكل متكامل، ويتيح للزائرين فرصة الغوص في تاريخ يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، ومع تصميمه العصري الذي يمزج بين التكنولوجيا الحديثة والقطع الأثرية القديمة، يوفر المتحف تجربة تعليمية وترفيهية متكاملة، تمكّن المسافرين من استكشاف الحضارة المصرية القديمة في سياق مبتكر ومعاصر، بما يعكس الالتزام الراسخ لمصر بالحفاظ على تراثها الثقافي.

وفي خطوة أخرى لتعزيز البنية التحتية السياحية، أشار موقع Agenzia Nova، وهو وكالة أنباء إيطالية متخصصة في الأخبار الاقتصادية، إلى إطلاق مشروع سياحي متكامل بقيمة 788 مليون دولار أمريكي بالقرب من المتحف المصري الكبير، بالتعاون مع الشركة العربية للاستثمار الفندقي والسياحي “إيكون” وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.. موضحا أن المشروع يشمل إنشاء فندق فاخر فئة خمس نجوم بإدارة دولية وبسعة 495 غرفة عند اكتماله، إلى جانب سلسلة من المطاعم والمنشآت التجارية، ووحدات فندقية وإدارية، ومنطقة ترفيهية متكاملة.

وقال الموقع إنه من المتوقع أن يحقق المشروع إيرادات صافية تفوق 82 مليون دولار سنويًا، إضافة إلى مبيعات عقارية بقيمة نحو 233 مليون دولار.. لافتًا إلى هذا المشروع يُعد نموذجًا واضحًا على دمج الضيافة العالمية مع التراث المصري العريق، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام السياحة الفاخرة في مصر.

كما سلط موقع Breaking Travel News، وهو منصة إخبارية بريطانية تقدم تغطية فورية لأخبار السفر والسياحة والضيافة العالمية، الضوء على مشاركة مصر في معرض سوق السفر العالمي بلندن 2025، حيث عرضت البلاد رؤية شاملة للنمو السياحي المستدام تجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التجارب السياحية المتنوعة.

ونقل الموقع عن وزير السياحة شريف فتحي، تأكيده أن مصر تسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى تقديم منتجات سياحية جديدة تلهم المسافرين الأوروبيين، مع التركيز على الاستدامة والتنوع الثقافي والطبيعي.. ومن خلال المبادرات الحديثة، يتمكن الزوار من استكشاف المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، إلى جانب الواحات الهادئة في سيوة، وسواحل البحرالأحمر الصافية، ما يعكس الغنى الطبيعي المتنوع للبلاد.

ولفت إلى أن مصر تركز في هذه المرحلة على تطوير البنية التحتية بشكل شامل، بما يشمل المطارات وشبكات النقل والمرافق الساحلية، مما يسهل الوصول إلى الوجهات السياحية المختلفة ويعزز تجربة الزوار، كما تعمل الوزارة على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرار قدرة البلاد على المنافسة في السوق السياحي الدولي وتلبية الطلب المتزايد من أوروبا والعالم، ويظهر هذا النهج جليًا في دمج مشاريع مثل المتحف المصري الكبير مع الفنادق الفاخرة والمرافق الترفيهية الحديثة، بما يعكس رؤية استراتيجية للنمو السياحي المستدام والطموح.

وعلى صعيد المنتجات السياحية، يوضح موقع Travel and Tour World أن مصر تقدم باقة متنوعة من التجارب المبتكرة والمخصصة، التي تستهدف جميع فئات المسافرين.. تشمل هذه المنتجات النُزُل البيئية في الصحراء الغربية، ومنتجعات العافية على ساحل البحرالأحمر، بالإضافة إلى الوجهات الثقافية في صعيد مصر التي تقدم للزائرين تجربة غنية بالتاريخ والتراث، كما تشمل العروض سياحة الطهي والتجارب الثقافية التفاعلية، والتي تم تصميمها لتعميق فهم الزوار للتراث المصري الأصلي، مع توفير معايير عالية من الراحة والرفاهية العصرية، وتعد هذه المبادرات فرصة للشركات الأوروبية لتوسيع محفظة رحلاتها بما يتجاوز المسارات السياحية التقليدية، وتسهم في تنويع خيارات السفر الثقافي والبيئي في مصر.

وفيما يخص السياحة البيئية، نبه Breaking Travel News إلى أن الحكومة المصرية تركز على حماية المناظر الطبيعية، خصوصًا في البحر الأحمر وسيناء ووادي النيل، من خلال مبادرات مثل المناطق الخالية من البلاستيك، وبرامج الشهادات البيئية للفنادق والمشغلين السياحيين .. كما تُتاح للزوار فرص لممارسة أنشطة مستدامة مثل الغوص بين الشعاب المرجانية، والمشي في الصحراء البيضاء، ومراقبة الطيور على ضفاف النيل، مما يعزز الوعي البيئي لدى السياح ويكرّس صورة مصر كوجهة مسؤولة ومستدامة على المستوى العالمي.

وتولي مصر أيضًا اهتمامًا متزايدًا بالسياحة الروحية، حيث ينقل Travel and Tour World أن البلاد نظمت رحلات تربط الزوار بالأديرة القديمة والمواقع المقدسة وطرق الحج التاريخية، مستهدفة المسافرين الباحثين عن التجديد الروحي والتأمل .. وتعكس هذه الرحلات بعدًا إضافيًا لتجربة السفر في مصر، وتعزز من مكانتها كوجهة توفر للمسافر مزيجًا فريدًا من الثقافة والتراث والتجارب الهادفة.

وتسهم هذه الاستثمارات والمشاريع الاستراتيجية في خلق منظومة سياحية متكاملة قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، وتحقيق عوائد اقتصادية ملموسة على المدى الطويل. ومع استمرار مصر في دمج الابتكار الحديث مع إرثها الحضاري، فهي توفر للمسافرين تجربة استكشافية متكاملة تجمع بين الأصالة والتجربة العصرية، وتعكس قدرة البلاد على التكيف مع الاتجاهات الحديثة في صناعة السياحة العالمية.

ويمثل حضور مصر القوي في معرض سوق السفر العالمي بلندن 2025 انعكاسًا لمرحلة جديدة من التحول السياحي، تركز على الاستدامة، وتجارب السفر المخصصة، والاكتشاف الثقافي العميق .. ومن خلال هذه الرؤية الشاملة، تؤكد مصر على جاهزيتها لاستقبال جيل جديد من المسافرين الباحثين عن تجربة فريدة ومتنوعة، تجمع بين التاريخ، والثقافة، والطبيعة، والرفاهية، في واحدة من أكثر الوجهات السياحية تميزًا في العالم.

إقرأ أيضاً :

وزير الثقافة يتفقد مشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية التراثية