ظاهرة تحجير السيارات في عسير .. هواية مثيرة للجدل تستغرق ساعات طويلة

كتب – أحمد زكي : في أعماق محافظة عسير السعودية، تتزايد شعبية هواية مثيرة للجدل تُعرف بـ”تحجير السيارات”. هذه الهواية، التي تجمع بين الإبداع والخطر، تتطلب جهودًا كبيرة وتعاونًا بين عدة أفراد، حيث يمكن أن يستغرق تحجير سيارة واحدة من 4 إلى 7 ساعات، وقد تمتد المدة إلى 10 ساعات أو أكثر، حسب حجم السيارة وعدد الأشخاص المشاركين. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة حول مخاطر هذه الممارسة، إلا أنها تستمر في جذب الشباب الذين يبحثون عن التحدي والإثارة.

تحجير السيارات، وهو تقليد غريب يتمثل في تغطية سيارة بالكامل بالصخور أو الحجارة بطريقة متقنة، يُعتبر في بعض المناطق من عسير أكثر من مجرد هواية. إنه فن يمزج بين الصبر والإبداع، حيث يقوم المشاركون بجمع الصخور المناسبة بعناية ويعملون على ترتيبها بشكل يحاكي شكل السيارة الأصلي. هذا العمل المعقد قد يستغرق ساعات طويلة من الجهد والتركيز.

ويقول أحد هواة التحجير: “العملية ليست مجرد وضع الصخور على السيارة، بل هي حسابات دقيقة لضمان توازن الصخور وعدم تضرر السيارة تحت الوزن”. ويضيف: “التحدي الأكبر هو التنسيق بين أعضاء الفريق والعمل بتناغم لتحقيق نتيجة مبهرة”.

هذه الهواية لم تكن دائمًا مثار إعجاب الجميع؛ فقد أثارت الجدل بين المجتمعات المحلية، حيث يعتبر البعض أنها تشكل خطرًا على السلامة العامة، وخاصةً إذا تمت ممارستها في المناطق العامة أو الطرقات. السلطات المحلية في عسير أصدرت عدة تنبيهات وبيانات تحث على تجنب هذه الممارسة، خاصةً وأن بعض الحالات قد أدت إلى حوادث خطيرة.

ومع ذلك، فإن الإقبال على هذه الهواية لم يتراجع. بل إن العديد من الشباب يرون فيها فرصة لإبراز مهاراتهم والتنافس مع أقرانهم في ابتكار تصميمات جديدة وأكثر تحديًا. يُذكر أن البعض يعتبرها وسيلة للتعبير الفني ووسيلة لتفريغ الطاقة والإبداع.

في نهاية المطاف، تظل هواية تحجير السيارات في عسير واحدة من الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل، التي تعكس التناقض بين الإبداع والخطر. وبينما يستمر النقاش حول فوائدها ومخاطرها، يظل عشاقها ملتزمين بممارستها، مضيفين إلى المشهد المحلي لمسة فريدة من نوعها.

إقرأ أيضاً :

مصطفى علي الدين مساعداً لوزير السياحة