كتبت – دعاء سمير : شهدت قرية الدير بمدينة إسنا جنوبي الأقصر، يومًا استثنائيًا بالإحتفال بمولد العارف بالله الشيخ أحمد بن إدريس , أحد أعلام التصوف في العالم الإسلامي، والذي وُلِد في مدينة ميسور بمنطقة الريف شمال المغرب عام 1173 هـ (1750 م)، وليس في الأقصر. ومع ذلك، فإن طريقته الصوفية المعروفة بـ”الإدريسية” انتشرت في العديد من الدول الإسلامية، بما في ذلك مصر والسودان، وأصبح له أتباع ومريدون في مناطق عدة.
اجتمع أكثر من 500 لاعب من كبار وشيوخ لعبة التحطيب من مختلف محافظات الصعيد، ليشكلوا لوحة فريدة من التراث المصري الأصيل . في مشهد يفيض بالأصالة والتراث
الحلقة أقيمت ضمن الاحتفالات بمولد العارف بالله الشيخ أحمد بن إدريس، جذبت أنظار أكثر من خمسة آلاف شخص من أبناء القرية والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى الزوار الذين توافدوا لمتابعة هذا الحدث التراثي الذي يعكس عراقة وجمال الثقافة الشعبية في مصر.
وتزينت القرية بعبق التاريخ وروح الاحتفال، حيث امتلأ المكان بأصوات التصفيق وهتافات الجماهير التي تجاوبت مع كل حركة وضربة عصا من اللاعبين، الذين أبدعوا في تقديم عروض تعكس التراث الأصيل للصعيد.
لعبة التحطيب، التي تعود جذورها إلى العصور الفرعونية، تُعدّ من أهم رموز الفروسية في الثقافة الصعيدية. يمسك اللاعبون بالعصي الخشبية الطويلة، ويؤدون حركات استعراضية متقنة وسط تصفيق وهتافات الجمهور. وتُعتبر حلقة التحطيب احتفالية تجمع بين القوة والمهارة والتقاليد العريقة.
وتميزت هذه الحلقة بمشاركة لاعبين كبار تجاوزت أعمارهم الستين عامًا، ممن يعتبرون رموزًا في هذا الفن، إلى جانب الشباب الذين تعلموا أصول اللعبة على أيديهم، ما يعكس استمرارية التراث بين الأجيال.
لم تقتصر الأجواء على التحطيب فحسب، بل امتزجت بروحانيات مولد الشيخ أحمد بن إدريس، الذي يُعدّ من أبرز رموز التصوف في مصر. فقد امتلأت ساحة الاحتفال بالأذكار والإنشاد الديني، إلى جانب عروض فلكلورية وأهازيج شعبية أضافت مزيدًا من البهجة والتميز لهذا الحدث.
وأعرب المشاركون والجمهور عن سعادتهم البالغة بالمشاركة في هذا الحدث الضخم، مطالبين بتحويل حلقة التحطيب إلى مهرجان سنوي عالمي يسلط الضوء على تراث الصعيد المصري. وأكد الحاضرون أن مثل هذه الفعاليات تُسهم في تعزيز السياحة الثقافية، وتجذب اهتمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن قرية الدير بإسنا تُعدّ واحدة من أبرز المناطق التي تحتضن الاحتفالات الدينية والمناسبات التراثية، ما يجعلها وجهة مميزة لاستكشاف عمق الثقافة الصعيدية وتنوعها.