وكالات : جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، دعوته الأردن ومصر لاستقبال الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، موضحا تفاصيل جديدة بشأن خطته التي أثارت ضجة كبيرة في المنطقة والعالم.
في 4 فبراير 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة مثيرة للجدل تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة تطويره ليصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”. تشمل الخطة نقل سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث أشار ترامب إلى أن الفلسطينيين “سيعيشون بأمان في مكان آخر”
قوبلت هذه الخطة برفض واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي. أعربت مصر والأردن عن رفضهما القاطع لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة، وأكدتا على ضرورة إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه
من جانبها، اعتبرت حركة حماس تصريحات ترامب “عنصرية” و”دعوة للتطهير العرقي”، مؤكدة أنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنكار الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني
وكان ترامب اقترح أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع من إسرائيل، وتنشئ “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى منها مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان.
وهدد الرئيس الأميركي، الاثنين، بإيقاف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين، في إشارة إلى سكان غزة.
وفي أعقاب لقاء عقده مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، الثلاثاء، تحدث ترامب إلى الصحفيين في بيت الرئاسة عن تفاصيل الخطة.
وأكد ترامب مجددا عدم تراجعه عن خطته.
وفي رده على سؤال من صحفي عن رفض الأردن السابق للخطة، قال ترامب إنه ناقش مع الملك عبد الله الثاني هذا الاقتراح لفترة وجيزة، ثم التفت إلى الملك وطلب منه أن يتحدث عن هذه القضية.
وحينها، قال الملك للصحفيين: “هناك خطة من مصر والدول العربية وتمت دعوتنا لمناقشة الأمر مع محمد بن سلمان. النقطة (الأساسية) هي كيف نجعل ذلك (المقترح) يعمل بطريقة جيدة للجميع”.
ثم أعلن الملك عن مبادرة قائلا: “أعتقد أن أحد الأمور التي يمكننا القيام بها على الفور هي أخذ 2000 طفل من أطفال السرطان الذين هم في حالة سيئة للغاية، هذا ممكن”.
وأشاد ترامب بالمبادرة، ووصفها بأنها “لفتة جميلة” وقال إنه لم يكن يعلم بها قبل وصول العاهل الأردني إلى البيت الأبيض.
يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه بنسبة 99% ستتوصل بلاده إلى اتفاق ما مع مصر بشأن غزة وتهجير سكانها.
وقال ترامب خلال لقائه مع جلالة الملك عبدالله الثاني، داخل البيت الأبيض، إنّ الفلسطينيين سيكونون بأمان في مكان آخر خارج غزة، مشيرًا إلى أنّ ضم إسرائيل للضفة الغربية قد ينجح.
أوضح أنّ السلطة الامريكية هي التي ستيسيطر على قطاع غزة، حيث سيصار إلى تطويرها الذي سيحدث بعد فترة طويلة من الآن سيجلب وظائف كثيرة للمنطقة.
وبين الرئيس الامريكي أن بلاده ستضمن أن يكون هناك سلام في غزة وستكون هناك تنمية على أوسع نطاق في المنطقة
وأشار إلى أنّ الناس سيرون تقدما كبيرا من الأردن ومصر بشأن خطته زاعمًا أنها ستحقق الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
وشدد أنّ الولايات المتحدة ستدير غزة وتحتفظ بها ولن تشتريها. وبين أنّ نقل مليوني شخص من غزة ليس صعبًا، مشيرًا إلى أنّ ذلك ليس تطهيرًا عرقيًا.
ويرى أنّ ما سيقدم سيكون شيئا عظيما للفلسطينيين فهو يفهم المجال العقاري والفلسطينيون سيحبون ما ستقدمه لهم.
بالإضافة إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن التهجير القسري للفلسطينيين قد يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، وأكدت أن مثل هذه الخطط قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
فيما يتعلق بمصير الدول العربية بعد فلسطين، يثير هذا المقترح مخاوف من تداعيات ديموغرافية وأمنية على الدول المستقبلة للاجئين، مثل الأردن ومصر، حيث قد يؤدي ذلك إلى ضغوط اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى تهديد الهوية الوطنية والاستقرار الداخلي.
بشكل عام، تواجه خطة ترامب لتفريغ غزة معارضة شديدة من مختلف الأطراف، وتثير تساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية وتأثيرها على الدول العربية المجاورة.