النهائي الأوروبي يشعل مقاهي نجع حمادي .. الجمهور يرسم مشهد السياحة الشعبية

كتب – أحمد زكي : بين شغف الكرة الأوروبية ودفء المقاهي الصعيدية، تعيش مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا أجواء غير تقليدية بالتزامن مع نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان. فمع ارتفاع حرارة التنافس على اللقب القاري، انتعشت الحركة داخل الكافيهات والمقاهي الشعبية، لتتحول إلى مراكز جذب مجتمعية وسياحية شعبية ، تعكس حيوية الحياة الثقافية في جنوب مصر.

لم تَعُد متابعة مباريات الكرة الأوروبية حكرًا على العواصم أو المدن الساحلية، إذ أصبحت مقاهي وكافيهات نجع حمادي منصات جماهيرية متكاملة تستقطب الشباب والسكان المحليين، بل وحتى الزوار من المحافظات المجاورة، لمتابعة اللقاء الكروي الأهم في الموسم الأوروبي.

داخل المقاهي، انتشرت شاشات العرض الكبيرة، ورفرفت أعلام الأندية الأوروبية على الجدران، بينما قدّمت بعض الكافيهات عروضًا خاصة تشمل المشروبات الباردة والتسالي بأسعار رمزية، في خطوة لدمج الحدث العالمي بنمط الضيافة الصعيدية المعروف بالكرم والترحاب.

ويقول محمد عبد الستار، صاحب أحد المقاهي الحديثة في وسط نجع حمادي، “نستعد للنهائي منذ أسبوع، لأننا نعلم أن الزبائن سيأتون من كل الأحياء، بل وبعضهم من قرى قريبة نجهز المكان ليكون مناسبًا للجميع، والهدف ليس فقط مشاهدة المباراة، بل خلق حالة من الفرح والانتماء.”

من جهته، أشار الباحث في شؤون السياحة الشعبية، د. حاتم محمود، إلى أن رواج مثل هذه الأحداث داخل المقاهي في مدن الصعيد يسلّط الضوء على نوع جديد من الترفيه المحلي الذي يمكن إدراجه ضمن خريطة “السياحة الثقافية”، خاصة إذا ما دُعمت هذه الأنشطة بتغطيات إعلامية وتسويق ذكي يعكس الطابع المحلي.

وأضاف: “مقاهي نجع حمادي تعبّر عن وجه آخر للسياحة؛ سياحة لا تعتمد على الشواطئ أو المعابد، بل على الثقافة الحية والاحتفاء المجتمعي، وهو ما يجعل من هذه المدينة نموذجًا مثيرًا للاهتمام في مجال السياحة الداخلية.”

ويأمل أصحاب الكافيهات أن تسهم هذه الأجواء في ترسيخ ثقافة رياضية وسياحية تفتح أبوابًا جديدة للتفاعل الاقتصادي والاجتماعي في المدينة، خاصة وأن الأحداث الرياضية الكبرى أصبحت عنصر جذب يتجاوز حدود الرياضة إلى آفاق أوسع من الترفيه والمشاركة المجتمعية.