الأقصر تحتفل بعيدها القومي .. استعادة التراث وترويج السياحة المصرية

كتب_أحمد زكي : تحتفل محافظة الأقصر، التي تُعرف بأنها متحف مفتوح يضم بين جنباته تراث الحضارة الفرعونية، بعيدها القومي في الرابع من نوفمبر من كل عام. يُمثل هذا الاحتفال تجسيداً لأصالة الماضي وجاذبية الحاضر، حيث تنطلق فعاليات ثقافية وسياحية تجذب آلاف الزوار من داخل مصر وخارجها. يسعى الاحتفال القومي لتعزيز مكانة الأقصر كوجهة سياحية عالمية، فضلاً عن دوره في تنشيط السياحة الداخلية وإحياء الهوية الثقافية المصرية التي تتألق بين آثارها العريقة ومعابدها الشامخة.

تاريخ عيد الأقصر القومي

يأتي الاحتفال بعيد الأقصر القومي في 4 نوفمبر من كل عام، تزامناً مع ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في عام 1922، الحدث الذي يُعد أحد أهم الاكتشافات الأثرية التي جذبت أنظار العالم إلى عظمة الحضارة الفرعونية ومجدها الضارب في أعماق التاريخ.

الأنشطة والفعاليات السياحية

تشهد الأقصر خلال هذا الاحتفال تنظيم العديد من الفعاليات السياحية والثقافية والفنية، أبرزها عروض الفولكلور الشعبي واستعراضات لفرق الفنون الشعبية من مختلف المحافظات المصرية، ما يُضفي طابعاً ثقافياً متفرداً على أجواء الاحتفال. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم جولات سياحية مجانية للمواقع الأثرية الرئيسية مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك، لتعريف الزوار بثراء المعالم السياحية وتاريخها العريق.

دور الاحتفال في تعزيز السياحة

تُسهم فعاليات عيد الأقصر القومي في تعزيز السياحة الداخلية، حيث تُشجّع المواطنين على زيارة هذه المدينة التاريخية والتعرف على ثقافتها. كما يشارك في هذه الاحتفالات السائحون الأجانب، ما يُسهم في تنشيط الحركة السياحية ورفع معدل إشغال الفنادق، مما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد المحلي. وتكثف الهيئات السياحية جهودها للترويج للحدث على نطاق دولي، باستخدام منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية.

آراء الخبراء والمسؤولين

يرى خبراء السياحة أن الاحتفال بعيد الأقصر القومي يبرز الجوانب الثقافية والتراثية التي تُميز مصر على مستوى العالم. وقد أشاد مسؤولون محليون بأهمية هذه الاحتفالات في دعم السياحة وتنشيطها، مشيرين إلى أن توجيه الاهتمام لهذا الحدث يسهم في وضع الأقصر في قائمة الوجهات السياحية العالمية. وقد دعا بعض المسؤولين إلى تطوير الفعاليات لتشمل أنشطة جديدة تتناسب مع مختلف الفئات العمرية والثقافات، مما يعزز من جاذبية الحدث عاماً بعد عام.

المستقبل والتطوير

مع تزايد الاهتمام الدولي بالاحتفال، يسعى القائمون على الحدث إلى تطوير الفعاليات وتنويع الأنشطة لجذب عدد أكبر من السائحين سنوياً. من المتوقع أن يتم إضافة جولات افتراضية باستخدام تقنيات الواقع المعزز، لتتيح للزوار تجربة مشاهدة المعالم التاريخية بشكل رقمي، مما يزيد من جاذبية الأقصر كوجهة سياحية على مدار العام.

الخاتمة: عيد الأقصر القومي ليس مجرد احتفالٍ سنوي، بل هو مناسبة تجمع بين الماضي والحاضر، وتبعث برسالة للعالم حول عظمة الحضارة المصرية وأهمية صون تراثها. يُعد هذا الحدث رمزاً لاستمرار الحضور السياحي للأقصر على الساحة الدولية، وهو ما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للثقافة والسياحة المصرية.