كتب – أحمد زكي : في الوقت الذي تغفو فيه مدن كثيرة مع الغروب، تبدأ شرم الشيخ في فتح أبوابها على عوالم مدهشة من السهر والترفيه، لتمنح زوّارها من العائلات والسياح تجربة استثنائية تنسج فيها الضوء بالصوت، والتقاليد بروح الحداثة. فالمدينة الساحلية، التي تُعدّ من أبرز الوجهات السياحية في مصر والعالم العربي، لا تكتفي بشواطئها نهارًا، بل تتحوّل ليلاً إلى متحف مفتوح للفرح، وملتقى للثقافات. من سوهو سكوير إلى السوق التجاري القديم، ومن ألف ليلة وليلة إلى سكون الصحراء البدوية، يتكامل التنوع ليصنع تجربة سياحية عائلية شاملة.
تستقطب شرم الشيخ، مع كل مساء، آلاف الزوار الراغبين في قضاء ليالٍ مليئة بالإثارة والمتعة العائلية. وتتصدر “سوهو سكوير” مشهد السهر العائلي بفضل تصميمه المستوحى من أشهر الميادين العالمية، ويُعدّ النافذة الليلية الأولى التي تطل منها المدينة على زوارها. تقدم النافورة الراقصة عروضها اليومية من السادسة مساءً وحتى الثالثة فجرًا، بينما تمتد الأنشطة من التسوق للهدايا التذكارية إلى العروض الموسيقية والتجول في شارع أشبه بمتحف فني مفتوح.
أما خليج نعمة، والذي يُطلق عليه “شانزليزيه شرم”، فيجسد مزيجًا نادرًا من الحراك السياحي الليلي والأسواق النابضة بالحياة. هناك، يمكن للعائلات التنزه وسط أنوار الممرات الملونة، وشراء منتجات يدوية بلمسة فرعونية، أو تناول وجبات سريعة من مطاعم عالمية، أو حتى استئجار سكوتر كهربائي للاستمتاع بجولة سهلة وممتعة. وتُضفي المقاهي ذات الطابع البدوي أجواءً خاصة، حيث يمكن للعائلات الاسترخاء على مفارش عربية وتذوق المشروبات المحلية.
وفي قلب هضبة أم سيد، تقع “ألف ليلة وليلة” التي تعيد زائريها إلى أجواء ألفية سحرية من القصص الشرقية. التصميم المعماري المذهل، والحفلات الفولكلورية، والعروض البهلوانية والسينما الترفيهية، كلها تجعل من هذا المكان خيارًا مثاليًا للسهر العائلي المثقف.
ويقدم “جنينة سيتي” نموذجًا عصريًا لمجمعات التسوق والترفيه المتكاملة، حيث تمتزج العروض الشعبية مع صالات التزلج والبلياردو وألعاب الأطفال، ويضم متحفًا صغيرًا للفراعنة وسينما متعددة الأبعاد، إلى جانب مجموعة مطاعم عالمية.
ولمحبي الطبيعة والثقافة البدوية، تبرز “ليالي الصحراء” كخيارٍ فريد. تنظّم الفنادق والشركات السياحية رحلات تبدأ مساءً وتنتهي مع شروق الشمس، حيث يعيش السائح تجربة بدوية أصيلة، تشمل العشاء المشوي في الخيام، وعروض التنورة والرقصات الشعبية، في جو من الأصالة والكرم.
أما “المسرح الروماني” بمنطقة الغرقانة في خليج نبق، فيشكل نقطة التقاء الفن بالتاريخ، حيث تقدم العروض الموسيقية والفلكلورية وعروض الصوت والضوء التي تسرد حكاية مصر القديمة، في تجربة ترفيهية ثقافية نادرة على أرض الواقع.
وتُختتم الجولة في السوق التجاري القديم، الوجهة الأكثر ازدحامًا ليلاً، حيث تتنوع المتاجر بين بيع التحف والتوابل والفواكه، وتتوفر العروض الفنية البسيطة والمطاعم بأسعار في متناول الجميع، مما يجعله مناسبًا للتسوق العائلي والمشاهدة والاستمتاع.
بهذا التنوع الاستثنائي في أماكن السهر الليلية، تقدم شرم الشيخ نموذجًا رائدًا للسياحة العائلية المستدامة، التي توازن بين الترفيه والهوية الثقافية، وتؤكد مجددًا مكانتها كوجهة أولى لمحبي السهر الآمن، والمغامرة الحضارية، والانتماء لروح مصر الساحرة.
إقرأ أيضاً :
Tourism Daily News أهم أخبار السياحة و السفر