الرئيسية / لايف استايل / شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة
شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة
شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة

شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة

كتب – أحمد زكي : في قلب المطابخ المصرية، وبين عطر الثوم المحمّر وخرير الملوخية وهي تُسكب في القدر، تتعالى “الشهقة” الشهيرة التي تصدرها ربّات البيوت لحظة وضع “التقلية”، معلنة ميلاد طبق مصري أصيل لا يُشبهه شيء. تُعرف هذه اللحظة في الثقافة الشعبية بـ”شهقة الملوخية”، ويعتقد كثيرون أنها مفتاح نجاح الطبق، حتى باتت جزءًا من طقس منزلي موروث لا يكتمل بدونه الطعم أو الرائحة. هذا التقليد الشعبي، الذي يختلط فيه الطهو بالأسطورة، يكشف عن عمق العلاقة بين الطعام والهوية المصرية، ويفتح الباب أمام توظيف عناصر المطبخ المحلي في الترويج للسياحة الثقافية والطهوية.

في مصر، لا تُعدّ الملوخية مجرد طبق يومي متوارث، بل تجربة متكاملة من الطقوس والموروثات، تتجاوز مجرد الطهو إلى كونها طقسًا له دلالات اجتماعية وتاريخية. ففي اللحظة الحاسمة من إعدادها، تُسمع “شهقة” مفاجئة تصدرها الطاهية حين تُضاف “التقلية” – وهي خليط الثوم والكزبرة المحمّصة – إلى القدر، في مشهد يبدو أقرب لمراسم الطقوس القديمة منه إلى مجرد إعداد وجبة طعام.

أصل “الشهقة” بين الأسطورة والواقع.

يرجع بعض الباحثين هذا التقليد إلى عصور الفراعنة، حيث كانت الملوخية تُقدّم للملوك في طقوس خاصة، ويُعتقد أن “شهقة التقلية” قد تكون امتدادًا لطقوس رمزية تهدف لطرد الأرواح الشريرة أو ضمان بركة الطعام. وفي الحكايات الشعبية الحديثة، تُقال أساطير فكاهية حول أن عدم “الشهقة” قد يُفسد الملوخية أو يُفقدها نكهتها، ما يعكس تمسك المصريين بالعادات وإن اكتست بطابع من الطرافة.

المطبخ المصري كنز سياحي غير مستغل.

رغم شهرة المطبخ المصري وتنوع أطباقه الغنية بالنكهات والتوابل، إلا أن استغلاله في السياحة ما زال محدودًا مقارنة بدول أخرى مثل تركيا أو المغرب. ويقول الشيف أحمد جابر، أحد المختصين بالمطبخ المصري التقليدي، “الأكلات المصرية مثل الملوخية، الكشري، الفتة، والمسقعة، ليست فقط لذيذة، بل تروي حكايات الناس، من أصولهم الفرعونية وحتى حياتهم اليومية الحديثة”. ويضيف ،”يمكن تحويل هذه الأطباق إلى عنصر جذب سياحي من خلال تنظيم جولات طهوية، وورش لتعلّم الطهي، وتجارب تذوق داخل الأحياء الشعبية أو في القرى الريفية”.

السياحة الطهوية تجربة ثقافية بامتياز.

تُعدّ “السياحة الطهوية” أو “Gastronomy Tourism” من أهم الاتجاهات الصاعدة في مجال السياحة العالمية، حيث يبحث السائحون عن تجارب محلية حقيقية تتجاوز الأماكن الأثرية لتصل إلى قلب حياة السكان. وتقول الدكتورة منى الحسيني، أستاذة السياحة بجامعة حلوان ،”الأكلات المصرية تحمل عناصر مميزة تجعلها جذابة للسياح، منها الطقوس الخاصة مثل ‘شهقة الملوخية’ التي تثير فضول الأجانب وتخلق تجربة تفاعلية ممتعة”.

من “شهقة الملوخية” إلى مهرجانات الطعام.

في بعض المدن السياحية كالأقصر وأسوان، بدأت مبادرات فردية لاستضافة السائحين في بيوت مصرية لتناول وجبة ملوخية تقليدية وفي القاهرة، تنظم بعض المدارس الفندقية ورشًا تعليمية للطهي المصري التراثي. ويقترح خبراء السياحة تنظيم مهرجانات سنوية تحتفي بالأكلات الشعبية، مع عروض حية لطهي الملوخية أمام السياح، ترافقها قصص الحكاية الشعبية وشرح الأبعاد الثقافية وراء “الشهقة”.

الطعام هو بوابة الروح والسياحة

“شهقة الملوخية” ليست مجرد صوت عابر في المطبخ، بل مرآة لثقافة ممتدة لآلاف السنين، وجزء حيّ من ذاكرة المصريين اليومية. ومن خلال هذا الطقس البسيط يمكن خلق تجارب سياحية مبتكرة تُعيد تعريف علاقة الزائر بمصر، ليس فقط كمكان أثري عريق، بل كأرض حية تنبض بالحكايات حتى في طنجرة الطعام.

شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة
شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة
شهقة الملوخية نكهة مصرية بطقس فرعوني قديم وفرصة سياحية فريدة

إقرأ أيضاً :

مصر التاسعة عالميًا بين الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية في 2024

شاهد أيضاً

الفنانة مي عمر بجانب الأهرامات في منطقة الجيزة

الفنانة مي عمر : النهاردة رجعت أزور الأهرامات ومن اللحظة الأولى انبهرت

كتبت – سها ممدوح : نشرت الفنانة مي عمر مجموعة صور لها بجانب الأهرامات في منطقة …