وكالات : تتصدر تسعة بلدان أفريقية قائمة الدول التي تمتلك أكبر إمكانات في مجال الذكاء الاصطناعي، أبرزها المغرب، والسنغال، والغابون، وكينيا، ورواندا، وموريشيوس، وبوتسوانا، ومصر، وتونس , ويشهد تطوير الذكاء الاصطناعي في أفريقيا تقدمًا ملحوظًا، إذ تبرز بعض البلدان أكثر استعدادًا لجذب الاستثمارات في هذا المجال الإستراتيجي , وفقًا للوكالة الفرنسية للتنمية .
وقالت مجلة “جون أفريك” إن الوكالة الفرنسية للتنمية قدمت مؤخرًا مؤشرًا حول إمكانات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي (AI Investment Potential Index – AIIPI)، الذي يقيم جاذبية الدول للمستثمرين.
وكشف هذا التقرير عن البلدان التي يمكن أن تصبح من القادة في هذا المجال بحلول عام 2030، دون أن يحدد المبالغ المستمرة.
وعلى سبيل المثال، يُعد المغرب من أبرز البلدان في هذا المجال بفضل مبادراته الأكاديمية وشراكاته الدولية، مثل شراكة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات مع جامعات هارفارد وكولومبيا.
وأوضحت المجلة أن الدول التي تتصدر المؤشر قد شرعت بالفعل في تنفيذ إصلاحات مهمة للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي.
مثلاً، أطلقت السنغال إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي بمساعدة Expertise” Franc”، تهدف إلى مكافحة بطالة الشباب ودمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ووفقًا لتوماس ميلونيو، كبير الاقتصاديين في الوكالة الفرنسية للتنمية، فإن جاذبية هذه البلدان تعتمد على قدرتها على جذب الاستثمارات وتطوير المهارات المحلية.
ويقول ميلونيو: “تمكنت هذه الدول من دمج المراحل الأولى من تطوير الذكاء الاصطناعي”، مبينًا أنه رغم هذه التقدمات، لا تزال أفريقيا متأخرة مقارنة ببقية مناطق العالم، بمعدل 35.45 نقطة في المؤشر العالمي، إذ تحتل القارة الأفريقية المركز الثاني، بعيدًا عن القوى الكبرى في مجال التكنولوجيا.
مكانة تنافسية
ويعزى هذا التأخر إلى نقص البنية التحتية وضعف الاتصال، وهما عنصران أساسيان لجذب الاستثمارات.
ومن جانبه، يشير بيتر مارتي أدو، مدير مختبر التقنيات الناشئة في الوكالة الفرنسية للتنمية، إلى أن “انتشار الإنترنت ووجود مراكز البيانات من العوامل الحاسمة لجذب الاستثمارات”.
وبحسب المجلة، فإنه من بين الدول الأفريقية التي تقع في المرحلة الثانية (بأكثر من 40 نقطة)، نجد ساحل العاج وجنوب أفريقيا ونيجيريا، مبينة أنه مع ذلك، فإن بعض البلدان مثل بنين تظهر إمكانات كبيرة، لكنها تفتقر إلى الظهور الدولي، ما يعيق جاذبيتها.
ويجب على الدول الأفريقية التركيز على قطاعات معينة من الذكاء الاصطناعي للتنافس بشكل فعّال، بما في ذلك النماذج الصغيرة والمتخصصة، الأمر الذي يسمح لها بتأمين مكانة تنافسية أمام الشركات العملاقة مثل غوغل، وإنفيديا، وهواوي.
ويعتقد توماس ميلونيو أنه “من الصعب التنافس مع النماذج الكبيرة جدًّا للذكاء الاصطناعي التي تطورها شركات مثل OpenAI أو Meta، ولكن لا تزال هناك فرص في النماذج المتخصصة والمحددة محليًّا”.
في هذا السياق، تلعب شركات مثل إنفيديا دورًا رئيسًا، إذ افتتحت في 2024 مركزًا للذكاء الاصطناعي في تونس ضمن مدينة النوفاتيون في سوسة، إذ يهدف المركز إلى تدريب ألف مطور خلال عام، ودعم المبادرات في دول مثل غانا وكينيا والسنغال.
وأشارت المجلة إلى أن بعض الدول مثل مالي والصومال، التي تحتل مراكز متأخرة في المؤشر، تجد صعوبة في استغلال إمكاناتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وختمت المجلة بالقول إنه رغم التقدم الذي تم إحرازه، يجب على أفريقيا تكثيف جهودها لتجاوز تحديات البنية التحتية والتنظيم من أجل الاستفادة الكاملة من إمكاناتها في الذكاء الاصطناعي.
إقرأ أيضاً :